بأقلامهم >بأقلامهم
خالد لطفي.. خسارة مهنية ووطنية
خالد لطفي.. خسارة مهنية ووطنية ‎الخميس 1 12 2022 15:12 المحامي عمر زين
خالد لطفي.. خسارة مهنية ووطنية


"الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب"

نشأ في بيت ندائي قومي حيث كان والده القاضي والمحامي المرحوم شفيق لطفي من مؤسسي حزب النداء القومي الى جانب كاظم الصلح وتقي الدين الصلح، فعلمه معنى التحرر والكرم والفروسية وإغاثة المظلوم والإباء والشهامة وهذا جانب مهم للعروبة التي تربى عليها، وعمل من اجل وحدة شعبها، والمساواة بين أفراده مع تمسك بالعدالة وسيادة حكم القانون.

الراحل العزيز تميز بالوفاء فهو طيلة حياته كان من الناس الثابتين على مبدأ الحق الذين لا يتغيرون، وزرع في نفوس من تعامل معهم شيئاً جميلاً هو الحب والاحترام، وما فترت عزيمته عن العطاء، فكان نموذجاً للإيجابية في كل المجالات الخاصة والعامة.
عرفته المحاماة واحداً من أبرز رجالها علماً وعملاً ومرجعاً قانونياً ونقابياً ووطنياً، فهو من كوكبة الرجال الرجال الذين عرفتهم مدينة صيدا بل لبنان قضاة ومحامين امثال القضاة المرحومين والده شفيق لطفي، وحسن القواس، وبشير المجذوب والمحامين الشهيد معين الزين، وعبدالله البيضاوي، ومحمد شهاب، وغيرهم كثير، الذين كان لهم دورهم المشهود في العمل على إرساء رسالة العدالة للدفاع عن الحق، وتأكيد سلطاتها بالوقوف في وجه الظلم والبهتان.
ولقد عرفته شخصياً، مؤمناً بالله واليوم الآخر. صلبا في سبيل كرامته وكرامة الانسان، وفياً لاصدقائه، واقفاً الى جانب الحقيقة وان كلّفه ذلك كثير.
وعرفته شخصياً أيضا، مثالا للوفاء، فلطالما وقف إلى جانبي مشجعاً، ومؤازراً، وناصحاً، ومرشداً. لقد كان رحمة الله ممن شجعني، ويسَّر لي طريق العبور الى عضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت لتولي منصب امانة السر فيها.. فكان الناخب الاوفى، والاخ الاحرص، والصديق الاقرب الى نفسي والى الكثير الكثير من الزملاء، والاصدقاء الذين كان لهم شرف معرفته.
وهو المؤمن بالإنسان التوّاق إلى الخير، والساعي في سبيل الحق والحرية المؤمن بوطنه عربيا حراً سيداً مستقلا، وهو العامل في سبيل نهضته وعزته ورفعته وفي سبيل التلاقي بل الانصهار بين كل اطيافه.
وكان الراحل متشرباً رسالة المحاماة حتى الثمالة، ومؤمنا بانها الرسالة الأسمى في دفاعها عن الحق، مقرناً إيمانه بالعمل الدؤوب لتلاقي رسالة المحاماة مع سمو مكانة القضاء، ليرتفع صرح الحق، فتتجلى الحقيقة ويرتاح المظلوم ويشفى من جرحه المكلوم.
كان رحمه الله، كبيراً متواضعاً، عفيفاً، شفافاً ومحباً. سلاحه الكلمة والقلم، وحسن الخطاب، وقلب خافق مفعم بحب الوطن والمواطنين، وذاخر بعاطفة نحو كل مظلوم او معسر فيمد له يد العون من غير منَّة، فبات المرجع الذي يلوذ الضعيف به والمنهل الذي يفيض علماً وادباً، فيستقي منه من اراد رأياً صائباً، وينهل منه كل من استعصت عليه قضية او داهمته مسألة لا يجد لها حلاً.
رحم الله فقيدنا الغالي الأستاذ لطفي واسكنه فسيح جناته، فهو والله جدير بها بفضل ما عمل صالحاً وما نثر من خير وما زرع وألهم ذويه وزملائه والاصدقاء جميل الصبر والعزاء.

المصدر : جنوبيات