عام >عام
الله لا يعطيكم العافية!
الاثنين 27 02 2023 09:06جنوبيات
العنوان صادم، لكن ما إن عرف السبب بطل العجب!
إنّها حادثة طريفة حصلت مع عملاق الفنّ في لبنان والعالم العربيّ الأستاذ وديع الصافي (طيّب الله ثراه) أخبرنيها رفيق الدراسة المحامي الأستاذ وليد أبو دية (ذاكرة نقابة المحامين)، وهو أديب وذوّاق للشعر، وله أذنٌ موسيقيّة. وهو، بالإضافة إلى كونه صديقًا لعائلة المغفور له المطرب وديع الصافي ومحاميها، ابن المطرب الكبير جميل أبو دية "طيّب الله ثراه"(أستاذ العتابا والميجانا والمعنّى والقصيد ومؤسّس الغناء البلدي في الإذاعة اللبنانية)، وقد ورث عن أبيه اللّياقة واللباقة والأناقة وحسن التصرّف.
الحادثة حقيقيّة (وقعت في ليبيا)، مع تسجيل محبّتنا الغامرة للشعب الليبيّ الحبيب.
فقد أقام الفنّان الراحل وديع الصافي حفلًا غنائيًّا لإحدى القبائل الليبيّة. وحينما صعد إلى المسرح صفّق له الحضور تصفيقًا حارًّا، فما كان منه إلّا أنْ انحنى لتحيّتهم، وقال لهم: "الله يعطيكم العافية".
ساد الصمت (لمدّة وجيزة) فقال مُقدِّم الحفل:
- نحن نُدرك، يا أستاذ، أنّك تتكلّم بلهجتك اللبنانيّة، لكنّ هذا الدعاء يعني في منطقتنا "الدعاء بالموت"، فالراحة والعافية في الموت.
فابتسم وديع الصافي والتفت إلى الحضور قائلًا:
- "حقّكم عليّ، الله لا يعطيكم العافية".
ماذا لو حلّت اللهجات العربيّة مكان الفصحى؟
لقلت بلا تردّد لبعض السياسيّين اللاهثين وراء كسب المراكز، ولو أدّى الأمر إلى موت شعب بأكمله:
"الله يعطيكم العافية بلهجة تلك القبيلة الليبيّة". وقاتلكم الله أنّى تؤفكون...
عسى الله أن يكرمنا، فتُفتح قبوركم، وننتهي من شروركم!