شيع مخيم البداوي، أمس، جثمان الطفل الفلسطيني احمد عابدي (10 سنوات) في اجواء من الحزن والاسى، بعدما أثارت وفاته جدلا، بين عائلته من جهة وعائلة المعلمة التي اتهمت بضربه والتسبب بنزيف في دماغه من جهة ثانية، قبل ان يحسم الامر تقرير الطبيب الشرعي فيؤكد ان سبب الوفاة هو التهاب حاد في الامعاء، علما أن العائلة كانت قد أبدت خشيتها من أن يتم الضغط على المستشفى الاسلامي لتعديل وجهة التقرير.

هذه الحالة أعادت طرح تداعيات تقليص وكالة «الاونروا» خدماتها وتقديماتها الصحية، خصوصا ان الضحية احمد لم يلقَ غطاءً من قبل الوكالة لتلقي العلاج المطلوب شأنه شأن العشرات من أقرانه الذين يموتون على ابواب المستشفيات او ينتظرهم الموت على اسرة العلاج من امراض مزمنة لم تعد مدرجة على قائمة «الاونروا» التي قلصت من الإنفاق عليها، ما يعرض حياة هؤلاء للخطر ان لم نقل الى الموت المؤجل.

ولعل لسان حال اهل الطفل احمد لا يختلف عن لسان حال عائلة المعلمة والذين وحدتهما ايضا المصيبة، وانقذهما تقرير الطبيب الشرعي من فتنة لا تحمد عقباها.

وفي الوقت الذي اكد فيه والد الطفل عدم التنازل عن دم ابنه وعدم المساومة عليه، وضعت عائلة المعلمة ما نالها من تشويه إعلامي في عهدة القضاء اللبناني، اما الفصائل الفلسطينية فهي عازمة على فتح جبهة جديدة ضد سياسة «الاونروا» متحصنة بعشرات اوراق النعي التي رفعت مؤخرا لاشخاص قضوا نتيجة عدم تلقيهم العلاج المطلوب.