بأقلامهم >بأقلامهم
"الذئب الكاسر والكلب العاثر"
جنوبيات
يُروى من حكايا العجائب، وفي زمن الغرائب، أنّ ذئباً وكلباً التقيا في محطّة القطار ودار بينهما هذا الحوار:
قال الذئب "في جوّ من العتاب على تصرّفات الكلاب":
يا ابن العمّ كيف وجدت بني البشر؟
أجابه الكلب: عندما يحتقرون إنسانًا منهم ينعتونه بالكلب.
فردّ الذئب: هل أكلت أبناءهم؟
الكلب: لا.
الذئب: هل غدرت بهم؟
الكلب: لا.
الذئب: هل حرستهم من هجماتي عليهم ودافعت عنهم؟
الكلب: نعم "وبشراسة"!
الذئب: وماذا يسمّون الشجاع المحنّك؟
الكلب: يسمّونه ذئبًا (على سبيل المدح).
الذئب: ألم ننصحك نحن "معشر الذئاب" أن تكون ذئبًا كاسرًا؟
الكلب: لقد فعلتم!
الذئب "وبنظرة شرسة": تخيّل يا ابن العمّ، لقد فتكت بأطفالهم ومواشيهم، وغدرتهم مرارًا وتكرارًا، وهم يصفون رجالهم الأشدّاء "بالذئب الكاسر". في حين أنّك عاملتهم بالوفاء، فعاملوك بالنّكران، وهذا هو حظّك العاثر.
وختم الذئب بالقول: عليك أن تتعلّم أيّها الكلب البائس أنّ بني البشر يبجّلون جلّاديهم، ويهينون بالقول والفعل مَن يكون وفياً.
وعليه تمسّك بالمثل القائل:
"إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب".
إنّه الصراع الدّائم بين الحقّ والباطل.
وفي هذا الحوار دلالة على الوجه المظلم بين الحقيقة والخيال، وما بين البشاعة والجمال، في جدليّة فاضحة بين الشجاعة المرّة، وأفعال الخطيئة الحرّة.