بأقلامهم >بأقلامهم
"توبة بيرم"!!
جنوبيات
في العام ٢٠٠٤ ذهبتُ برفقة والدَيَّ رحمهما الله إلى الدّيار المقدّسة لأداء فريضة الحجّ. وبينما كنت ووالدي نؤدّي صلاة الفجر في المدينة المنوّرة، وتحديدًا في الدّوحة النبويّة الشّريفة أخبرني هذه القصّة (بعد الانتهاء من أداء الصّلاة):
كان بيرم التونسيّ شاعرًا متفرّدًا، عاش للخمر والنّساء وكان مُنكرًا للدين لدرجة أنّه ألّف قرآنًا أسماه "قرآن بيرم".
وفي ليلة من الليالي اختفى بيرم التّونسيّ فظنّ النّاس أنّه سُجن أو تمّ نفيه. وكانت المفاجأة... لقد نادى الله سبحانه وتعالى بيرم ودعاه إلى زيارة بيته الحرام. لبّى النّداء وكتب أروع ما كتب عن لقاء العبد بربّه في الحج. وقال هذا الكلام الذي شدت به أمّ كلثوم بعد وفاة بيرم بعدّة سنوات من ألحان الموسيقار رياض السنباطي.
((القلب يعشق كلّ جميل))، وهي تُعدّ من أجمل قصائده. يقول:
القلب يعشق كلّ جميل
ويا ما شفت جمال يا عين
واللي صدق في الحبّ قليل
وإن دام يدوم يوم ولا يومين
واللي هويته اليوم دايم وصاله دوم
لا يعاتب اللي يتوب ولا بطبعه اللوم
واحد مفيش غيره
ملى الوجود نوره
دعاني لبيته
لحدّ باب بيته
ولمّا تجلّى لي بالدمع ناجيته
كنت ابتعدت عنه
وكان يناديني ويقول مصيرك يوم تخضع لي وتجيني
طاوعني يا عبدي
طاوعني أنا وحدي
مالك حبيب غيري قبلي ولا بعدي
أنا اللي أعطيتك من غير ما تتكلّم
وأنا اللي علّمتك من غير ما تتعلّم
واللي هديته إليك لو تحسبه بإيديك
وتشوف جمايلي عليك
من كلّ شيء أعظم
سلم لنا تسلم.
وبالطبع للقصيدة تتمّة.
وختم والدي حديثه بالقول:
هل تعلم يا ولدي أنّه كتب هذه القصيدة في الروضة الشّريفة؟
رحمَ الله والدي ووالدتي وأدخلهما فسيح جنّاته في الفردوس الأعلى مع النبيّين والصّدّيقين والشّهداء وحسن أولئك رفيقا.
ورحمَ الله من كتب ولحّن وأدّى هذه الأغنية الخالدة.
وبالفعل، وبكلمة مختصرة:
"القلب يعشق كلّ جميل"!