بأقلامهم >بأقلامهم
"حفل تكريم"!
جنوبيات
يُحكى أنّ في إحدى قرى الرّيف البريطانيّ أُقيم حفل تكريم تخلّله عشاء على شرف قسٍّ اسمه "باولو" وذلك بمناسبة تقاعده بعد 25 سنة من الخدمة في تلك القرية.
وقد تمّ اختيار رئيس البلديّة لإلقاء كلمةٍ بهذه المناسبة احتفاء بشخص المكرَّم.
إلّا أنّ المتحدّث في هذه المناسبة تأخّر عن الحفل لبعض الوقت، فقرّر القسّ "باولو" أن يلقي بنفسه كلمة بمناسبة تكريمه، فتحدّث قائلًا:
"قبل 25 عامًا بدأتُ عملي في هذه القرية. وقد أخذتُ في البداية انطباعًا سيّئًا عن المنطقة، والسّبب في ذلك يعود إلى أنّ أوّل شخص حضر أمامي للاعتراف أقرّ بأنّه سرق تلفازًا، وكذب على الشّرطة ونجى بفعلته، ثمّ سرق مالًا من أبويه، واختلس مبلغًا ضخمًا من صاحب العمل، وتاجرَ بالأدوية المهرّبة، وسرق مصاغ أخته (مجوهراتها)!
صُدِمتُ في البداية، لكنّني عندما تعرَّفتُ إلى سكّان المنطقة عرفتُ كم هم طيّبون وأنّ أوّل رجلٍ اعترف لي لم يكن يمثّلهم".
وعندما أنهى القسّ كلمته، دخل رئيس البلديّة واعتلى المنصّة واعتذر عن التأخير ثمّ قال:
"لن أنسى أبدًا عندما قدم القسّ "باولو" إلى بلدتنا المتواضعة. لقد كان لي الشّرف أن أكون أوّل شخص يعترف أمامه"!
هذا، وعلى ذمّة الراوي مستر "سام جيبسون"، إنّ رئيس البلديّة من أصول كونكانيّة، وإنّ جدّه كان يقوم بسرقة التّين من المزارعين، والقمح من الفلّاحين، وتهريب المشمش والدرّاق إلى بلاد "الواق الواق"، والمتاجرة بالقيم والمبادئ على قدم وساق، ومواكبة استحقاق الفجور وقلّة الأخلاق...