شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تطورات لافتة في الملفات السياسية والأمنية، حيث كثّف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالاته مع الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، داعياً إلى ممارسة الضغوط اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والانسحاب من الأراضي المحتلة.

وأكدت مصادر مطلعة أن عون يواصل متابعة الوضع الجنوبي بشكل دقيق، حيث يتلقى تقارير يومية من قيادة الجيش، بالتنسيق مع حزب الله عبر قنوات أمنية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش اللبناني يقدم أداءً مميزاً جنوب الليطاني وفقاً لاتفاق وقف النار، حيث قدّم الجانب الأميركي معلومات موثقة حول إزالة أسلحة حزب الله من المنطقة، ما يعكس جدية الجهود اللبنانية.

على صعيد آخر، أشادت فرنسا بجهود لبنان، مشددة على عدم تحميله ما يفوق طاقته، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية وعدم انسحابها من بعض المناطق الحدودية. وأبلغت باريس الإدارة الأميركية بضرورة التوقف عن ممارسة ضغوط إضافية على لبنان، مؤكدة أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي يزيد تعقيد الأوضاع.

وفي سياق متصل، نقلت مصادر أن الموقف اللبناني يحظى بتفهم غالبية أعضاء اللجنة الخماسية، باستثناء الجانب الأميركي الذي يواصل الانحياز لوجهة النظر الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن هناك مساعٍ للفصل بين ملف سلاح حزب الله شمالي الليطاني والوضع في الجنوب، مع تعليق إعادة الإعمار إلى مرحلة لاحقة.

هذه التحركات تأتي في ظل أجواء إقليمية متوترة، وسط تفجيرات استهدفت ميناء "بندر عباس" جنوب إيران، ومحادثات أميركية – إيرانية في عُمان، ما يعكس تعقيد الملفات الإقليمية وتأثيرها على الساحة اللبنانية.