في ربع الساعة الأخير قبل التهدئة أو الإنفجار الكبير على جبهة الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، تنشط الدبلوماسيتان الإيرانية والأوروبية في الأبواب الخلفية، من أجل استباق أي تدهور دراماتيكي كثرت مؤشراته في الأيام القليلة الماضية، ويتمثل باحتمال الدخول الأميركي في هذه الحرب، ولو بعد أسبوعين، إن قرر الرئيس دونالد ترامب توجيه ضربة لإيران.

أمّا العنوان الذي تحمله الدبلوماسية الأوروبية في سياق إعادة إحياء المسار التفاوضي مع إيران خلال اجتماع ممثلي الترويكا الاوروبية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فتحدده مصادر دبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، بضمان اقتصار أهداف البرنامج النووي الإيراني على المجال السلمي فقط، فيما يختلف الطرح الأميركي، والذي تخطى ما يطرحه الأوروبيون، على حد قول هذه المصادر.

وتؤكد المصادر الدبلوماسية إن الطرح الأميركي الجديد هو الذي سمح بتأخير القرار الأميركي بالإنخراط في الحرب، مع العلم أن مثل هذا القرار ليس سهلاً في ظل الإنقسام في واشنطن حول المشاركة في الحرب ورفض "تكرار سيناريو العراق".

وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد سبق وتحدث عن "استسلام غير مشروط"، إلاّ أن المصادر تقول إنه أعطى مجالاً للديبلوماسية الأوروبية للتحرك على خط الحرب الدائرة، وإن كانت النتائج غير مضمونة، ما يجعل من المسار الدبلوماسي مزدحماً بالتعقيدات، وذلك على الرغم من المرونة الإيرانية في ترجيح خيار التفاوض على الحرب مقابل وقف الهجوم الإسرائيلي عليها.

في المقابل، تلفت المصادر إلى أن إسرائيل أعلنت مواصلة الحرب بمعزل عن أي مفاوضات أوروبية – إيرانية أو أميركية - إيرانية، ولا تزال تبقي الخيارات العسكرية على الطاولة، إنطلاقاً من اعتبارها أنها تخوض حرباً وجودية مع إيران.