عربيات ودوليات >أخبار دولية
أراضي داعش تقلّصت بسوريا والعراق.. وتدمير كامل الكيماوي السوري المُعلَن
أراضي داعش تقلّصت بسوريا والعراق.. وتدمير كامل الكيماوي السوري المُعلَن ‎الأربعاء 6 01 2016 11:22
أراضي داعش تقلّصت بسوريا والعراق.. وتدمير كامل الكيماوي السوري المُعلَن
طفلان يلعبان بالثلج في حلب شمال سوريا

جنوبيات

قصف الطيران الحربي الروسي امس مناطق مختلفة في سوريا فقتل مدنيين في درعا، في حين اشتبكت المعارضة المسلحة والقوات النظامية السورية في عدة جبهات بينها الشيخ مسكين بدرعا وريف دمشق وشمال حمص.
فقد قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون جراء غارات روسية على بلدة إبطع بريف درعا الشمالي الغربي.
واستهدف النصيب الأوفر من الغارات الروسية في درعا امس مدينة الشيخ مسكين وتسبب في نزوح مزيد من المدنيين.
وتتواصل المعارك بين مقاتلي المعارضة المسلحة وقوات النظام في الشيخ مسكين لليوم الثامن على التوالي، وتحظى قوات النظام خلال هذه المعارك بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني وسلاح الجو الروسي.
وتشهد مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق قصفاً مستمراً من قوات النظام السوري والطائرات الروسية، التي تقول المعارضة إنها تستخدم قنابل عنقودية، ويعاني سكان الغوطة الشرقية من نقص في المراكز الطبية والمستشفيات التي لا تكفي لاستقبال الضحايا.
وفي ريف حلب (شمالي سوريا)، نفذ الطيران الروسي عدة غارات مستغلا الانقطاع المؤقت للثلوج التي غطت معظم مناطق المحافظة. كما نفذت طائرات روسية طلعات بعدما أعاقتها العاصفة التي شملت المحافظة الخاضعة بالكامل للمعارضة المسلحة.
ووفقا لناشطين، فقد استهدفت الغارات الروسية امس بلدتي تل مصيبين وحريتان بريف حلب الشمالي، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الروسي استهدف أيضا حي بني زيد شمالي مدينة حلب.
وكانت غارة روسية استهدفت قبل أيام مخيما للنازحين في كفرنبودة بريف حماة (وسط سوريا).
وبالتوازي مع الغارات الروسية، قصفت القوات النظامية السورية بالمدافع والصواريخ بلدات في ريف دمشق بينها داريا وعين ترما والمرج بريف دمشق، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين، حسب ناشطين.
ميدانيا أيضا، دارت اشتباكات عنيفة في بلدات تل كردي والمرج وعين ترما بريف دمشق بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة، وفق المرصد السوري.
كما قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة وقعت في الأطراف الشمالية لحي جوبر (شرقي دمشق)، وتشهد منطقة المرج في الغوطة الشرقية قتالا مستمرا بعدما تقدمت قوات النظام مؤخرا فيها.
وفي الوقت نفسه، تواصل القتال في محيط مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وأفادت أنباء بمقتل ثمانية إيرانيين خلال المعارك الدائرة منذ أيام حول المدينة.
وكانت قوات النظام سيطرت قبل أيام على أجزاء من المدينة، لكن المعارضة المسلحة أخرجتها لاحقا، وتحاول فصائل المعارضة استعادة اللواء 82 شمال المدينة.
من جهتها، قالت وكالة «مسار برس» السورية المعارضة إن القوات النظامية حاولت امس التقدم في ريف حمص الشمالي، وأضافت أن طائرات روسية استهدفت مواقع المعارضة في المنطقة بصواريخ فراغية.
وفي ريف حمص الشرقي، قال تنظيم الدولة الإسلامية إنه شن هجوما على منطقة الدوة (غرب مدينة تدمر) - الخاضعة له - وتحدث عن مقتل 21 جنديا نظاميا سوريا، في حين تعرضت تدمر مجددا لغارات روسية، حسب ناشطين.
وتحدث المرصد السوري - من جهته - عن اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة في محيط حقل شاعر للغاز بريف حمص الشرقي، وعن اشتباكات مماثلة حول مطار دير الزور العسكري (شرق سوريا)، كما تستمر المواجهات بين قوات النظام والمعارضة في بعض النقاط بريف حماة.
في هذا الوقت، قال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية إن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد تقلصت عام 2015 بنسبة 40 بالمئة عن أقصى توسع وصلت له في العراق وبنسبة 20 بالمئة في سوريا إذ أجبرت قوات دولية المتشددين على الانسحاب من عدة مدن.
وقال المتحدث باسم التحالف ستيف وارن وهو ضابط برتبة كولونيل في الجيش الأميركي في افادة صحفية في بغداد «نعتقد ان النسبة تصل في العراق الى 40 في المئة... وفي سوريا حيث يصعب الحصول على أرقام صحيحة نعتقد ان النسبة نحو 20». وأضاف «في المجمل في العراق وسوريا... خسروا 30 في المئة من الاراضي التي خضعت لسيطرتهم».
الاسلحة الكيميائية
على صعيد آخر، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التابعة للامم المتحدة ان ترسانة الاسلحة الكيميائية التي اعلنتها سوريا في 2013 تم تدميرها بالكامل، لكنها حذرت من حالات يستمر فيها اللجوء الى غاز السارين في النزاع الذي يشهده هذا البلد. 
والمنظمة التي اشرفت على تدمير مخزون الاسلحة الكيميائية الذي اعلنته دمشق في ايلول 2013 بضغط من المجتمع الدولي، تتحدث منذ اشهر عن استخدام متواصل لغازات السارين والخردل والكلور في المعارك التي تشهدها سوريا منذ نحو خمسة اعوام والتي خلفت حتى الان اكثر من 250 ألف قتيل. 
لكنها لم تحدد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات الكيميائية التي يحظرها القانون الدولي، ولم توجه اتهاما رسميا لا لقوات النظام السوري ولا لمقاتلي المعارضة ولا حتى لتنظيم الدولة الاسلامية. 
وبعدما نفى لأعوام حيازته اسلحة كيميائية، رضخ نظام الرئيس بشار الاسد في ايلول 2013 للضغوط الدولية ووافق على تسليم ترسانته لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية تمهيدا لتدميرها، وذلك تنفيذا لاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبعد عامين ونيف، قال المتحدث باسم المنظمة مالك الهي امس ان الترسانة «دمرت بنسبة مئة في المئة». وسيبحث مجلس الامن الدولي هذه المسألة اليوم.
وأكد المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزمجو ان «هذا التدمير ينهي فصلا مهما في التخلص من برنامج الاسلحة الكيميائية في سوريا».
لكنه اقر بأن المنظمة التي مقرها في لاهاي تواصل العمل «من اجل توضيح الاعلان السوري» وتركيز الضوء على «الاستخدام المستمر للاسلحة الكيميائية في هذا البلد».
وفي تقرير منفصل نشر الاثنين بعدما رفع الى مجلس الامن، اوضحت المنظمة خصوصا انها تحقق في شأن احد عشر حادثا تحدث عنها النظام السوري وتعرض فيها افراد لغاز السارين او لمواد مشابهة.
وقالت المنظمة في تقريرها «ينبغي ان يتواصل التحقيق لتحديد التاريخ والظروف التي قد تكون سجلت فيها هذه الحالات». وسبق ان اجرت المنظمة تحقيقات في سوريا كشفت حالات استخدم فيها غازا الكلور والخردل. 
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول الخارجية الروسية قوله إن موسكو تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم أسلحة كيماوية في سوريا.
وأضاف ميخائيل اوليانوف رئيس إدارة حظر انتشار الأسلحة والرقابة عليها بالوزارة أنه يدعو لتحقيق في إمدادات محتملة لعناصر غاز السارين من تركيا إلى سوريا مشيرا إلى دليل قدمه نائب تركي في الآونة الأخيرة.
دي ميستورا في الرياض
سياسياً، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا امس إن المملكة العربية السعودية عبّرت عن إصرارها على ألا تعرقل التوترات مع إيران المحادثات الخاصة بالعملية السياسية في سوريا والمقررة في جنيف هذا الشهر.
وقال دي ميستورا في بيان عقب محادثات في الرياض مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والمعارضة السورية «يوجد عزم واضح من الجانب السعودي على ألا يكون للتوترات الاقليمية الحالية أي تأثير سلبي على القوة الدافعة لعملية جنيف وعلى استمرار العملية السياسية التي تنوي الأمم المتحدة أن تبدأها في جنيف قريبا مع مجموعة الاتصال الدولية بشأن بسوريا».
ولم يصف دي ميستورا موقف المعارضة السورية خلال الاجتماع لكنه قال «لا يمكننا أن نتحمل نتيجة خسارة هذه القوة الدافعة برغم ما يحدث في المنطقة».
من جانبه، اكد وزير الخارجية السعودي ان التوتّرات الأخيرة لن تؤثر على المفاوضات الخاصة بسوريا.
وكان السفير السعودي لدى الامم المتحدة عبد الله المعلمي اعلن الاثنين ان الازمة مع ايران «لن يكون لها تأثير» على جهود السلام في سوريا واليمن. وقال خصوصا ان الرياض «لن تقاطع» محادثات السلام المقبلة حول سوريا.
واضاف «سوف نواصل العمل بشكل جاد من اجل دعم جهود السلام في سوريا واليمن» مضيفا «سوف نشارك في المحادثات المقبلة حول سوريا».
وشكك مع ذلك برغبة ايران في دفع عملية السلام في سوريا معتبرا ان طهران «لم تدعم كثيرا هذه الجهود».
وكان دي ميستورا التقى في وقت سابق امس ممثلين للمعارضة السورية ودبلوماسيين معنيين بالنزاع، على ان ينتقل الى طهران.
 وافاد مصدر عربي مطلع على الزيارة ان الموفد الدولي التقى صباح امس سفراء اجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا في تشرين الثاني، والتي تم خلالها الاتفاق على خطوات لحل النزاع السوري المستمر منذ العام 2011، بما فيها تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، اضافة الى السعي لعقد مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة.
واضاف المصدر ان دي ميستورا عقد اثر ذلك اجتماعا مع وفد من المعارضة السورية التي كانت اتفقت اثر مؤتمر ليومين عقده في الرياض الشهر الماضي، على رؤية موحدة لمفاوضات مع النظام، من ابرز بنودها اشتراط تنحي الرئيس بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية. 
وأوضح ان دي ميستورا سيبحث مع المعارضة «تحديد موعد المفاوضات والاطلاع على الاجندة، وتحديد اسماء الوفد» المفاوض. 
وافاد مصدر في الامم المتحدة ان دي ميستورا سيلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت في دمشق لبحث المفاوضات. 
وأوضح ان الزيارة، التي تستمر يوما واحدا «تأتي في اطار التحضير للحوار السوري - السوري» المتوقع عقده في 25 كانون الثاني الحالي في جنيف، «وكيفية المضي في الحل السياسي». 
وكان متحدث باسم الامم المتحدة نقل عن دي ميستورا قوله ان «الازمة في العلاقات بين السعودية وايران مقلقة جدا»، وقد تتسبب بـ«سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة».
من جانبه، أعلن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات عن المعارضة السورية رياض حجاب أن مبادئ بيان الرياض اعتمدت أساسا للتفاوض مع وفد النظام.
وقال حجاب إن الاجتماع الذي عقدته الهيئة المنبثقة عن اجتماع المعارضة بمؤتمر الرياض الأحد الماضي، تضمن تحديد الوفد المفاوض على أساس الكفاءة بما يلائم حجم التحديات التي يواجهها الشعب السوري. 
وشدد حجاب على أن رسالة المعارضة السورية هي أن لا مساومة على وحدة أراضي سوريا، ولا مجال لأي تدخل خارجي في تسمية وفد المعارضة للمفاوضات.