لبنانيات >أخبار لبنانية
«أنفاق الموت»…. برسم بلدية بيروت
«أنفاق الموت»…. برسم بلدية بيروت ‎الجمعة 22 04 2022 10:54
«أنفاق الموت»…. برسم بلدية بيروت

جنوبيات

تشهد شوارع مدينة بيروت ارتفاعًا واضحًا في عدد حوادث السير، خصوصاً داخل الأنفاق المظلمة، حيث يشتكي المواطنون من ظلمة الأنفاق التي تشكل خطرًا كبيرًا على السلامة العامة. ففي النهار، عندما تدخل في أحد أنفاق بيروت ويتغير المشهد فجأة بين نور الشمس وظلام هذا النفق أو ذاك من انفاق العاصمة المهملة، يصاب السائقون بالعمى المؤقت لبضعة ثوان حتى يستعيدوا القدرة على الرؤية داخل النفق بغض النظر اذا ما كانت مصابيح سيارتهم مضاءة أم لا، وفي هذه اللحظات يكونون أمام خطر كبير بأن يقع المحظور وأن تكون أمامهم عوائق أو سيارات أو أي مفاجأة أخرى داخل النفق، ما يُسبب كارثة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.أنفقت بلدية بيروت ملايين الدولارات على الأنفاق، لكن هذا الإنفاق الكبير لم يكن في محله، باستثناء نفق سليم سلام الشهير، وهو النفق الوحيد المضاء ليلاً ونهاراً بوجود الكهرباء والمولدات أو بدون توفرها، وهو النفق الوحيد الذي تتم صيانته بعناية وبشكل دوري.

لكن بالعودة إلى سائر الأنفاق الأخرى في العاصمة، يبقى الظلام دامساً والخطر على الحياة محدقاً فيها بخلاف نفق سليم سلام الوحيد الذي يتمتع بالصيانة والإنارة الدائمتين، وذلك وفقاً للعقد الموقع بين بلدية بيروت والمتعهد بصرف النظر عن سعر صرف الدولار أو سعر المازوت في السوقين العالمي والمحلي، وبغض النظر عن توفر هذه المادة الحيوية أو انقطاعها، إنه ملف نموذجي عن التضليل والنفاق من جهة وعن العمل الإنمائي الجاد من جهة أخرى.

وفي السياق، علمت «اللواء» من مصادر مجلس بلدية بيروت أن بعض الأعضاء طرحوا ملف الأنفاق على محافظ العاصمة مروان عبود، وطلبوا منه ضرورة معالجة أزمة الإنارة الغائبة لأكثر من ٢٠ ساعة يوميًا، تفاديًا لوقوع المزيد من حوادث السير «القاتلة» داخل ظلمة الانفاق التي يتخطى عددها ٢٣ نفقًا في مختلف مناطق بيروت.

لكن وفق المصادر، يتعاطى عبود مع الأزمات المتراكمة على قاعدة «ما قادر أعمل شي»، ملمحًا للأعضاء أنه في حال قامت البلدية بشراء مادة المازوت لإنارة الانفاق حينها تعجز البلدية عن دفع رواتب وأجور موظفيها، بمعنى آخر يتبع المحافظ مع أهل بيروت سياسة «تهبيط الحيطان» علهم يتوقفون عن مطالبته بأدنى مقومات حياتهم المحقة.

وقالت المصادر: «ضقنا ذرعًا من الادارة وترددها في اتخاذ القرارات الهامة التي تصب في مصلحة بيروت وأهلها، ومن غير المقبول أن تمتنع عن صرف الأموال المكدسة في سبيل تأمين الخدمات الضرورية، لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وسيكون هناك مواقف جدية للمجلس خلال الأيام القادمة، لأننا كأعضاء لن نكون شهود زور على تدمير بيروت وإلحاق الضرر بأهلها».

المصدر : اللواء - محمد المدني