عربيات ودوليات >اخبار عربية
أعمال عنف في الاردن والحكومة تهدد بإستخدام القوة والضرب بيد من حديد
أعمال عنف في الاردن والحكومة تهدد بإستخدام القوة والضرب بيد من حديد ‎السبت 17 12 2022 14:41
أعمال عنف في الاردن والحكومة تهدد بإستخدام القوة والضرب بيد من حديد

جنوبيات

هددت سلطات الأمن الأردنية،  باستخدام القوة و"الضرب بيد من حديد" ضد مثيري أعمال العنف على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وأدت لمقتل ضابط شرطة، مؤكدة في الوقت ذاته دعم سبل الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، كما أوضحت الحكومة أسباب تعليق الأمن العام تطبيق تيك توك.

وقال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الاتصال الحكومي، فيصل الشبول، ومدير الأمن العام، عبيد الله المعايطة، إن الحكومة "ستستخدم القوة المناسبة للتعامل مع الخروج عن القانون وأعمال العنف".

وأضاف الفراية أن هذه الإجراءات ستتخذ فقط "ضد من يستخدم العنف ويروع المواطنين ويخرب الممتلكات الخاصة والعامة ويستهدف قوات الأمن".

وأشار الفراية إلى أن "الأيام الماضية شهدت تطورا كبيرا في أعمال العنف، شملت إضرام النار بمؤسسات حكومية وخاصة في معان ومناطق أخرى".

وشدد الوزير الأردني على أن مقتل الضابط الأردني لن يمر من دون عقوبة وأن الأجهزة الأمنية تبذل جهدا كبيرا لاعتقال الجاني.

وقال أيضا إن المناطق التي تشهد أعمال عنف ستشهد "إجراءات مشددة وتعزيزا لقوات الأمن"، مبينا أنه "لن يسمح لأي شخص أن يستغل الاحتجاجات والإضرار بالممتلكات العامة والذهاب لحالة من عدم الأمن".

وتابع أن الحكومة ملتزمة باحترام حرية التعبير على أن "لا تختلط بالعنف"، داعيا المواطنين إلى فصل الاحتجاجات السلمية عن أعمال العنف والابتعاد عن المناطق التي تشهد "أعمالا كتلك".

بدوره هدد مدير الأمن العام، المعايطة، بـ"الضرب بيد من حديد ضد كل من يخل بالأمن العام"، متعهدا في الوقت ذاته بالحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي.

وقال المعايطة: "عندما تخرج المظاهر السلمية عن الأمن، فإن قوات الأمن الأردنية ستضطر للتدخل من أجل إعادة الوضع لطبيعته".

وأضاف أن "الاحتجاجات انحرفت عن مسارها في اليوم الثالث من خلال إلحاق الضرر بالممتلكات العامة وتعطيل حياة المواطنين وحتى استخدام العيارات النارية باتجاه الشرطة بشكل مباشر".

وكشف أن حصيلة الضحايا في صفوف قوات الأمن الأردنية من جراء أعمال العنف بلغت قتيلا واحدا و49 إصابة من ضباط وأفراد الأمن العام، بالإضافة لتضرر 70 آلية تابعة لقوات الأمن ونحو 90 سيارة لمدنيين.

من جهته وصف وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول مقتل الضابط الأردني بأنه "حالة رفع سلاح ضد الدولة".

وعلق الشبول على قرار السلطات حظر منصة "تيك توك" بالقول إنها "نشرت كما كبيرا من الفيديوهات المزورة المحرضة على القتل والفوضى"، مؤكدا أن السلطات ستراقب أيضا باقي وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية الأردنية أعلنت في وقت سابق، الجمعة، ويأتي ذلك بعد تصاعد التوتر في معان وعدة مدن، خاصة في جنوب الأردن، نتيجة إضرابات متفرقة نفذها سائقو الشاحنات احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود وللمطالبة بخفض أسعار وقود الديزل.

ونقلت رويترز عن شهود عيان ومصادر أمنية أن أردنيين نظموا اعتصامات، الجمعة، فيما دعا نشطاء لمزيد من الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود، وذلك غداة يوم من أعمال شغب شهدتها معان وأسفرت عن مقتل ضابط شرطة.

وأوضحت السلطات أن نائب مدير شرطة محافظة معان، العقيد عبدالرزاق الدلابيح، لقى حتفه الليلة الماضية برصاصة أطلقها مجهول عندما دخلت قوات من الأمن أحد أحياء المدينة للتعامل مع أعمال شغب. وذكر شهود عيان أن شبابا هاجموا مبان حكومية في المدينة.

وطاردت شرطة مكافحة الشغب خلال الليل عشرات الشباب الذين ألقوا حجارة في كل من عمان والزرقاء وإربد وغيرها.

وقال رواد الإنترنت ونشطاء إن خدمات الإنترنت تشهد تباطؤا في عدة مناطق، مما أدى إلى تعطيل منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها النشطاء لنشر لقطات من الاشتباكات مع الشرطة.

ووعدت الحكومة بالنظر في مطالب سائقي الشاحنات، لكنها تقول إنها تحملت بالفعل أكثر من 500 مليون دينار (700 مليون دولار) للحد من ارتفاع أسعار الوقود هذا العام ولا يمكنها فعل المزيد إذا أرادت تجنب انتهاك اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية كدعم للأسر الأكثر تضررا، لكن يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين.

ويباع ليتر البنزين أوكتان 90 بـ920 فلسا (نحو دولار ونصف) وأوكتان 95 بـ1170 فلسا (1,6 دولار)، أما ليتر الديزل أو السولار فثمنه 895 فلسا (1,3 دولار) والكاز 860 فلسا (1,2 دولار).

وشيعت مديرية الأمن العام وبمشاركة الآف المواطنين  شهيد الوطن والواجب، العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح إلى مثواه الأخير في بلدة الكفير بمحافظة جرش، والذي ارتقى شهيداً إلى جوار ربه بعد إصابته بعيار ناري في منطقة الرأس اثناء أداء واجبه خلال اعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المجرمين الخارجين على القانون في منطقة الحسينية بمحافظة معان.

وجرت لشهيد الواجب مراسم عسكرية، وحمل على أكتاف رفاقه من منتسبي جهاز الأمن العام ملفوفاً بالعلم الأردني، ووري الثرى في مقبرة الكفير بعد الصلاة عليه في مسجد البلدة.مدار الساعة التقطت صوراً تدمي القلب لنجل الشهيد الدلابيح وذويه.

وحذرت السفارة الأميركية في الأردن رعاياها  من السفر الشخصي والرسمي إلى 4 محافظات في جنوب البلاد، هي الكرك والطفيلة ومعان والعقبة، وذلك حتى إشعار آخر.

وبينت السفارة في بيان أن هذا الإجراء يأتي "بسبب تقارير عن الاحتجاجات المستمرة وإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة على المركبات في الشوارع والطرق السريعة في جميع أنحاء الأردن، خاصة في الجنوب".

ونبهت إلى أنه "تتكرر حالات إغلاق الطرق والحوادث الأمنية ذات الصلة ولا يمكن التنبؤ بها، كما أن خدمات الطوارئ تواجه تأخيرات كبيرة عند الاستجابة لطلبات المساعدة".

وذكّرت السفارة رعاياها بأنه "حتى الاحتجاجات التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وربما تتصاعد إلى أعمال عنف كما هو الحال دائما"، وفق تعبيرها.

ويأتي هذا التحذير في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في عدد من المدن الأردنية بالتزامن مع الإضراب المستمر الذي نفذه سائقو الشاحنات وعاملون في قطاعي النقل والشحن احتجاجا على الرفع المستمر لأسعار المحروقات، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها لليوم الثاني على التوالي في محافظتي معان والكرك.

وشهدت أحياء في العاصمة عمّان وقفات تضامنية مع المضربين رغم العودة النسبية لحركة الشحن في البلاد.

وأبدى السائقون والمواطنون في مدينة معان عدم رضاهم عن قرارات حكومية صدرت مؤخرا من أجل دعم قطاع النقل بشكل نقدي وتأجيل أقساط البنوك بدلا من تخفيض أسعار المحروقات.

ووفق إحصاءات هيئة تنظيم النقل البري، يبلغ عدد الشاحنات في المملكة نحو 21 ألف شاحنة من الأنواع كافة (نقل بضائع وحاويات).

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قررت لجنة تسعير المشتقات النفطية للمرة الـ16 خلال عامين زيادة أسعار الديزل والبنزين، الأمر الذي قوبل باحتجاجات لا تزال مستمرة في عدد من مدن البلاد.

المصدر : جنوبيات