بأقلامهم >بأقلامهم
"سعيد أسعد سعد"!
جنوبيات
في محاكاة لواقع العلاقة بين الأبناء ووالديهما قصص تُحكى، وأحداث تُروى، منها ما هو حزين، ومنها ما هو مضحك وطريف.
ومن طرائف الأحداث المضحكة ما حصل مع شخص يُدعى "سعيد أسعد سعد".
يقول سعيد في سرده لحادثة حصلت معه إنّه في أحد الأيّام كان يتسامر مع والدته الحاجّة "أسرار" عن واقع الحياة الزّوجيّة ونظرته إلى المرأة بشكل عامّ. وفي "عزّ" الكلام أراد أن يختبر والدته فيما إذا كانت تحفظ سرّه، وتكتم أخباره، فسألها: أمّاه، لدي سرّ أودّ أن أئتمنك عليه.
قالت والبسمة بدت على محيّاها: لا تخشَ شيئًا، سرّك في بئر!
ردّ عليها قائلًا: وهل ستحافظين عليه؟
أجابت: بالطّبع يا ولدي قل ولا تخف.
قال لها: يوجد فتاة تركيّة جميلة القدّ والقوام، وجهها كنور الشّمس السّاطعة، أحبّها وتحبّني، ولقد عقدنا النيّة على الزّواج في القريب العاجل، لكن أرجوك وأتوسّل إليك بأن لا تخبري أحدًا بهذا الموضوع.
فردّت بهمس الكلام: اطمئنّ، كما قلت لك: "سرّك في بئر".
يقول صاحب الاختبار: لم يطل الانتظار، إذ في صباح اليوم التالي رآني أبي "اسعد عبد الحفيظ سعد" وابتسم ابتسامة الحاذق، ثمّ قال لي: صباح الخير "سلطان أوغلو"!
من خلال هذه الحادثة الطريفة، في خفاياها الظّريفة، وأبعادها اللطيفة، يتّضح للعيان أن لا سرّ بين الزّوجين فيما يتعلّق بأخبار الأبناء، لكي لا يتحمّل أحدهما الفكرة وحده، فيشارك الآخر الحدث بأفراحه وأتراحه.
"إنّه حبّ الآباء للأبناء على حدّ السّواء".