لبنانيات >أخبار لبنانية
تحذيراتٌ من حربٍ اسرائيلية واسعة جنوباً والضغط لتمرير الإستحقاق الرئاسي
الجمعة 19 01 2024 08:34جنوبيات
تتصاعد المخاوف من حرب إسرائيلية واسعة النطاق على جنوب لبنان، في ضوء تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وآخرهم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي اعتبر "أنه لا يوجد حل كامل لما يحصل في قطاع غزة، وعلينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان".
وبالتزامن أفادت معلومات أن سفير دولة أوروبية كبرى نقل إلى جهات لبنانية رسمية، تحذيرات من أن "الحرب تقترب من لبنان"، منبّهاً ممّا سماها "المخاوف المتزايدة" من خروج الأمور عن السيطرة".
وبالتوازي عاشت منطقة الحدود الجنوبية يوماً شديد التوتر وسط غارات إسرائيلية مكثفة وقصف مدفعي مكثف على البلدات الجنوبية، فيما صعّد "حزب الله" من عملياته منّفذاً سلسلة من الهجومات على العديد من مواقع وتجمعات الجيش الإسرائيلي.
في المقابل، يتجدّد التحرك الديبلوماسي، والمتمثل بممثلي "اللجنة الخماسية" التي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، السعودية، مصر وقطر، بغية الدفع باتّجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولو أنّ المؤشرات لا توحي بأنّ تطوّراً نوعياً ما قد حصل في الفترة الأخيرة ومن شأنه أن يساهم في تحقيق الخرق الرئاسي المنشود.
وتقول أوساط سياسية معارضة " إن الضغط الغربي لتمرير الاستحقاق الرئاسي بأقل خسائر ممكنة بات كبيراً، خصوصا أن هناك تحركات جدية لعقد تسويات شاملة في مختلف الدول في المنطقة بالتوازي مع إنهاء الاشتباك العسكري الحاصل في أكثر من ساحة، من اليمن إلى غزة ولبنان".
وبحسب الأوساط "فإن الاستحقاق الرئاسي لن ينتظر التسوية الشاملة، خصوصا ان الدول الغربية لديها قابلية لتقديم بعض التنازلات السياسية في لبنان لإيصال رئيس في أسرع وقت ممكن، وهذا بات واضحاً جداً لدى القوى السياسية الداخلية التي قد يقوم بعضها بتعديل موقفه مستغلاً الواقع الحالي".
وترى الأوساط "أن الظروف الحالية تتبدل بسرعة، ولا توحي بانتخاب رئيس في المدى القصير، لكن حصول تحول حقيقي في موازين القوى داخل المجلس النيابي بات أمرا وارداً في أي لحظة، في ظل الفوضى التي تشهدها المنطقة وانشغال بعض الدول المؤثرة بالموضوع العسكري والاستراتيجي".
ميقاتي يردّ
في جانب سياسي آخر، ردّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في بيان لمكتبه الإعلامي على "الحملة السياسية والإعلامية على الحكومة وعلى الرئيس ميقاتي، على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء، (حول غزة والجنوب والقرار 1701). وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لأطراف داخلية وخارجية، أو الحديث عن انقلاب على اتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا".
وجاء في البيان: "انّ الرئيس ميقاتي إذ يستغرب الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة، يطالب الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيّرات ما، أو رهانات خاطئة. كما يدعو كل القيادات اللبنانية إلى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها. ويدعو أيضا من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير أمور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، إلى القيام بواجبهم الأساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً إلى المعالجات الجذرية المطلوبة، وما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكرّرة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئا".
وأشار البيان إلى أن ميقاتي "يعتبر أنّ المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، وهو ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام إلى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً. وأثبتت كل التجارب الماضية صوابية موقفه الداعي إلى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية، بعيداً من المزايدات".