بأقلامهم >بأقلامهم
استبيانٌ لجمعيات دولية: "إحصاءاتٌ أو استخبارات"؟
استبيانٌ لجمعيات دولية: "إحصاءاتٌ أو استخبارات"؟ ‎الجمعة 2 02 2024 13:50 زياد العسل
استبيانٌ لجمعيات دولية: "إحصاءاتٌ أو استخبارات"؟

زياد العسل – خاص جنوبيات

يوم بعد يوم تتّسع رقعة الاشتباك مع العدو الاسرائيلي في الجنوب اللبناني وغزة، دون أن يرف جفن لجمعيات دولية ناشطة في هذا العالم، تارة تتحدث عن حقوق الإنسان، وطوراً عن حقوق (الكلاب والسلحفاة والنعاج) أجلّكم الله، ولكن أكثر من 25 ألف شهيد من أطفال ونساء وشباب نذروا أنفسهم للدفاع عن حياة ذويهم ووطنهم، لم يرفَّ لهذه الجمعيات الدولية جفن، وكأنّ البشر الموجودين في لبنان وغزة يستحقون هذا العقاب الجماعي، وهذا القهر المرير الذي يعصف بهم منذ انطلاق مسلسل الظلم، الذي استهله نتنياهو بعقل لا يعرف إلا لغة الاستكبار والظلم والفوقية، والسؤال المركزي الذي يُطرح على بساط البحث: أين الجمعيات الدولية مما يحدث في غزة؟ وأينها من المشهد الجنوبي اليوم؟
مصدر سياسي متابع يلفت في حديث خاص بموقع "جنوبيّات" إلى أن حركة الاتصالات من جمعيات دولية وما شابه تزيد في هذه المرحلة لناشطين وإعلاميين وأشخاص ذوي حضور اجتماعي وسواه، فالأسئلة كثيرة من قِبل مَنْ يقومون بالإحصاءات عن المشهد الاجتماعي والاقتصادي وواقع البلاد في كل تفصيل، والريبة في هذا الأمر هي التوقيت الذي تتم فيه هذه الاستبيانات.
ومن هنا يتساءل المصدر: "هل يقلقون ليلاً لمعرفة أحوالنا وظروفا وما نُكابد اقتصاديا واجتماعيا؟ أم ثمة حسابات أخرى؟".. ويضيف: "المشكلة أنّ البلاد أضحت ساحة مفتوحة مباحة لمَنْ هب ودبّ على كل الصعد وفي كلّ السّياقات".
ويشير إلى أنّ أحد الناشطين أخبره عن اتصال أجرته جمعية لها فرع في لبنان تتحدث عن بعض الأمور وقراءة في المشهد بشتى أبعاده، لذلك فالنّهم المعرفي والاحصائي يزيد عند هذه الجمعيات في هذا التوقيت وهنا مربطُ فرس السّؤال.
يقول المثل الشعبي "الرزق السائب يعلّم الناس الحرام"، فهل يُتّخذ القرار الجدي بفتح العيون جيداً للتمييز بين ما هو تنموي حقاً (على قلّته) وبين من له أهدافٌ تتعدى حقوق الطفل والمرأة وتعزيز الشفافية وتعلم أسس الديمقراطية التي قلما عرفها هذا العالم.

المصدر : جنوبيات