مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
العماد جوزاف عون رئيساً مُنقذاً للبنان مع الاحتفال بعيد ميلاده الـ61
العماد جوزاف عون رئيساً مُنقذاً للبنان مع الاحتفال بعيد ميلاده الـ61 ‎السبت 11 01 2025 08:04 هيثم زعيتر
العماد جوزاف عون رئيساً مُنقذاً للبنان مع الاحتفال بعيد ميلاده الـ61


مبروك: للبنان رئيساً: أوقف شغور 800 يوم، وحظي بتأييدٍ داخلي ودعمٍ عربي ودولي، وفي عيد ميلاده الـ61.
رئيسٌ ينتمي إلى: العائلة اللبنانية الكبيرة، والمُؤسسة العسكرية التي حافظ على بقائها واستمرار الانصهار فيها، وأسرته نموذج العيش الطبيعي.
ثُلاثية يسير عليها الرئيس العماد جوزاف خليل عون.
فقد اختاره اللبنانيون ليكون رئيساً مُنقذاً للبنان، وبدعمٍ عربيٍ ودوليٍ كبيرين، قبل أن يُترجم 99 نائباً ذلك في صندوق الاقتراع، خلال عقد مجلس النواب جلسته الـ13.
تزامن انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، مع احتفاله (أمس الجمعة) للمرة الأولى بعيد ميلاده الـ61 (10 كانون الثاني/يناير 1964)، بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، على أمل أن يحمل عهده خلال الـ72 شهراً، في السنوات الـ6 المُقبلة، تحقيق الأحلام والآمال، وتمكينه من ترجمة التعهدات الـ23، التي تبنّاها في خطاب القسم.
لا شك أن انتخاب الرئيس عون، جاء في ظل مُتغيّراتٍ عدة:
- فقد شهد لبنان، عدواناً إسرائيلياً ضده، مع استمرار احتلالِ أراضٍ لبنانية، والحجم الكبير من الشهداء والجرحى والنازحين، والدمار والأضرار، وما يتطلب ذلك من ورشة حقيقية لإعادة الإعمار، ودور الجيش بانتشار جنوبي الليطاني.
- استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ومع نشر خرائط «إسرائيل الكبرى»، التي تُظهر أطماعها في المنطقة، بما يتجاوز حدود فلسطين المُحتلة!
- ما شهدته سوريا من سقوط حكم الرئيس بشار الأسد، وتسلّم «هيئة تحرير الشام» بقيادة أحمد الشرع «أبو محمد الجولاني» الحكم.
- قبل أيام من تسلّم الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض خلفاً للرئيس الحالي جو بايدن (20 كانون الثاني/يناير 2025)، والأولويات التي أعلن عنها، وأنه لا يُريد حروباً في المنطقة.
لكن، هذا الانتخاب وما تضمنه من عناوين كبيرة تُحاكي تطلّعات المُواطنين اللبنانيين الذين يُعلقون آمالاً كبيرة على الرئيس، الذي اتسمت مسيرته بمُميزات عدة:
- الرئيس الأول بعد مئوية لبنان.
- الرئيس الرابع عشر للبنان.
- القائد الرابع عشر للجيش اللبناني، والخامس من قادة الجيش، الذي يُنتخب رئيساً للجمهورية، بعد: فؤاد شهاب، إميل لحود، ميشال سليمان وميشال عون.
- انتخب في الجلسة الـ13، لانتخاب رئيس الجمهورية، بتاريخ 9 كانون الثاني/يناير 2025، ونال 99 صوتاً.
- يطوي شغور أكثر من 26 شهراً.
انتقل العماد عون من قيادة الجيش في اليرزة إلى بُعد مئات الأمتار في القصر الرئاسي في بعبدا، ومن قيادة الجيش إلى قيادة الوطن، حيث المهام الجسام مُلقاة على كاهله، وهو أهلٌ لذلك، لأنه أثبت خلال مسيرته مناقبيته العالية، ومُنذ تعرّفت إليه قبل سنوات عدة، يوم كان ضابطاً في الجيش اللبناني، وفي كل المراكز التي تبوئها لم يتغيّر، بل بقيّ مُؤمناً بلبنان السيد المُستقل، وبناء المُؤسسات، والإصلاح، وهو ما تجلّى مُنذ تعيينه قائداً للجيش، بتاريخ 8 آذار/مارس 2017، بأن حافظ على وحدته واستقلالية قراره.
وقد شهدت فترة قيادته للجيش، جملةً من الأحداث، التي تمكّن بفضل حنكته، وحكمته، وقراراته الحاسمة، بالتصدي لها، وتفكيك الكثير من ألغامها قبل انفجارها، وفي طليعة ذلك:
- مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود وشبكاتها، العميلة في الداخل.
- التصدي للمجموعات الإرهابية على الحدود الشرقية، حيث حقق الجيش انتصاراً في «فجر الجرود» في آب/أغسطس 2017، ومُلاحقة خلاياها في الداخل.
- العمل خلال اندلاع ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، على حفظ الأمن، مع تمكين المُواطنين التعبير عن آرائهم، من دون السماح بتعريض السلم الأهلي للخطر.
- وأد الفتن في أحداث: خلدة، قبرشمون، عين الرمانة، الكحالة وشويا.
- القيادة بحكمةٍ لملمة جراح الانفجار الزلزال لمرفأ بيروت، بتاريخ 4 آب/أغسطس 2020.
- منع الفتنة الطائفية والمذهبية، والتكتلات والتفرقة، وعمل على تأمين الدعم للمُؤسسة العسكرية، مع استمرار الانصهار، على اعتبار أنها الملاذ الأخير، والعمود الفقري للمُؤسسات الأمنية والعسكرية في لبنان.
- القيام بمهامٍ لوجستية وإنمائية وإغاثية، نجح الجيش اللبناني في تنفيذها.
- القيام في هذه المرحلة بنشر وحدات الجيش جنوبي الليطاني، تنفيذاً للقرار 1701، بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، ولوقف الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، وانسحاب المُحتل من الأراضي اللبنانية.
على الرغم مما تعرّض له الجيش اللبناني، من قصفٍ من قبل بعض المُتضررين، إلّا أن العماد جوزاف عون، تمكن من التصدي لكل ذلك، باللحم الحي، بعدما حُرم الضباط والعسكريون منه في وجبات طعامهم!
كل هذه المسيرة، التي أثبتت فيها أن كان مغواراً يقتحم معمودية النار، وينزف دماً، يوم أصيب في معارك الدفاع عن وحدة الجيش ولبنان.
لذلك، حظي العماد عون بإجماع كبير، من قبل النواب، الذين دخلوا إلى المجلس النيابي وأمامهم مُرشحٌ وحيدٌ، اقترعوا له.
حاكى في خطاب القسم، هواجس المُواطنين، وطمأنهم بما يجعل الصامدين أكثر تشبثاً بالبقاء في وطنهم، والمُغتربين للعودة، وتشجيع المُستثمرين على الاستثمار، والأشقاء العرب والمُجتمع الدولي على نسج أفضل العلاقات، والاطمئنان في بلدٍ يحلمون بأن يعود ليأخذ دوره الريادي.
عناوين عريضة أطلقها الرئيس عون، حول الإصلاح، ومُحاربة الفساد، مُنطلقاً، من الميثاق الوطني، واتفاق الطائف، ووثيقة الوفاق الوطني.. وإذا ما عُمل على تنفيذهم، فإن لبنان بإمكانه ركوب سفينة النجاة، وخوض عباب الأمواج المُتلاطمة، وسط الرياح العاتية، وهذا ما يتطلب تعاوناً من الجميع، وليس وضعاً للعصي في دواليب مسيرة العهد الوليد!
لكن، الرئيس عون، الذي يمتاز بدماثة الخلق، والرجولة والفراسة، ومُساعدة الآخرين، والوفاء والفداء، صلبٌ، إن كان يخفي حنيناً يتمتع به.
وهو يُدرك خصوصية لبنان، بلد العيش الطبيعي، وهو ما تميّز به مسقط رأسه العيشية - قضاء جزين، التي تُشكّل نقطةُ تلاقٍ في علاقاتها المُتمادية، وامتداداتها الجغرافية مع صيدا في مُحافظة الجنوب، ومُحافظات: النبطية، البقاع وجبل لبنان.
هذا النموذج، ربّت عائلة خليل يوسف عون وهدى مخلوطة أفراد عائلتها، فأبصر جوزاف النور في أسرة تحمل الكثير من الأسماء المُباركة:
- الوالد خليل: نسبة إلى خليل الرحمن (ع).
- الوالدة هدى: على طريق الهداية والعمل الصالح.
- جدّه لوالدته إبراهيم: نسبة إلى «أبي الأنبياء» (ع).
- أما جدّه لوالده يوسف: فهو نسبة إلى نبي لله (ع)، والمُرادف لاسم جوزاف، الذي اختير له اسم «جوزاف».
- وعائلة عون: لتقديم العون والمُساعدة لكل مُحتاج.
وهو ما سار عليه جوزاف وشقيقه رفيق وشقيقتاهما دوللي وداني.
كما أنه اختار لأبنه البكر اسم خليل، تيمناً لجدّه لأبيه، ونور لتكون نوراً يُضيئ طريق الحق.
وتجسّد ذلك في العائلة بشكل عملاني في عز الأحداث الأليمة، بعد ما جرى من فتنةٍ في بلدة العيشية في العام 1976، واستغلال البعض ذلك في مُحاولاتٍ للانشقاق عن الجيش اللبناني، والانضمام إلى «جيش لبنان الحر» بإمرة الرائد سعد حداد، الذي أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
رفض الوالد خليل ذلك، وأكد التمسّك بالمُؤسّسة العسكرية، ودفع بابنه البِكر جوزاف - الذي لم يكن قد أتم عامه الـ19 - ليتطوّع في العام 1983 بالكلية الحربية، التي تخرّج منها برتبة مُلازم، بتاريخ 6 أيار/مايو 1985، وكانت الدورة الأخيرة قبل توقّفها، إلى حين إعادة افتتاح الكلية الحربية، بعد وقف الحرب العبثية في لبنان.
هكذا ربّى خليل وهدى، ابنهما جوزاف، وهو ما استمرَّ به مع زوجته نعمت نعمة، التي كان لها دورٌ كبيرٌ بمسؤولية العائلة، في ظل غياب الأب، مُلتحقاً بالمُؤسسة العسكرية، وما يتطلب ذلك من التواجد المُستمر بين العسكريين، وفي المُهمات المُتعددة.
أمضى العماد جوزاف عون في المُؤسّسة العسكرية 42 عاماً مع 5 قادة، هم: إبراهيم طنوس، ميشال عون، إميل لحود، ميشال سليمان وجان قهوجي، قبل أنْ يُصبح بتاريخ 8 آذار/مارس 2017، القائد الـ14 للجيش.
كُل من عرف العماد جوزاف عون، يعرف شخصية مُميّزة، وهو الذي حظي بمحبة الناس، وتعليق آمال خشبة النجاة على كاهليه، في ظل النفق المُظلم الذي يعيشون آلامه.
لهذا يُعلقون الآمال على قائد عصامي، ابن جبل الريحان، الذي يمتاز بصلابة صخوره، حيث بنى نفسه بنفسه، فلم يُساير أو يُهادن، أو يرضى بالتدخّل من قبل أي كان، في صلب المهام المُوكلة إليه، لأن السفينة تحتاج إلى قبطان، وليس أكثر.
وهذا ما يُطمئن المُواطن، الموعود بأن ينال حقوقه من دون استزلام لدى زعيم!
عهد يجعل التعهدات بحاجة إلى تضافر الجهود، لإنجاز ما جاء في خطاب القسم، والتمكن من تخطي الصعوبات، في ظل المُتغيّرات التي يشهدها لبنان والمنطقة والعالم!

المصدر : اللواء