بأقلامهم >بأقلامهم
"الشكر متعلّق بالمزيد"!
جنوبيات
فجأةً، وبوقت مرّ كسرعة البرق، أصبحت أجمل الأمنيات أن نعود لحياتنا الطبيعيّة التي كانت لا تعجب الكثيرين.
إنّها كلمة حقّ تُقال، لقد كنّا في نعمة زاخرة بالعطاء، ولم نكن نشعر فيها حتّى فقدناها بدون سابق إنذار.
بيد أنّ الأيّام الصّعبة التي تكسرك، هي ذاتها التي تصنعك مجدّدًا، وتشدّ من عزيمتك. فالعودة إلى الأفضل هي حصاد تلك اللحظات التي اعتقدت أنّها لن تمرّ ومرّت.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
"كلّ يوم هو في شأن".
يكشف كربًا، ويغفر ذنبًا، ويعطي رزقًا، ويشفي مريضًا، ويفرج همًّا، ويرفع بلاءً، ويعافي مبتلى، ويفكّ أسيرًا، ويجبر كسيرًا، فالحمد لله كثيرًا.
إنّ النّعمة موصولة بالشّكر، "والشّكر متعلّق بالمزيد". ولن ينقطع المزيد من الله حتّى ينقطع الشكر من العبد. هذا وعد من الله: "لئن شكرتم لأزيدنّكم".
ونختم بقول الشّاعر:
لَا تَبتَئِس، فَلَقَد دَعَوتَ قَدِيرًا،
رَبًّا حَكِيمًا، يُحسِنُ التَّدبِيرَا.
واعلَم بِأنَّكَ مَا مَرَرتَ بِمِحنَةٍ،
إلَّا بِذَنبٍ قَد رَمَاكَ كَسِيرَا.
حَرِّك لِسَانَكَ بِالدُّعَاءِ تَضَرُّعًا،
فَاللهُ يُكرِمُ مَن يُلِحُّ كَثِيرَا.
قُم لِلتَّحَرُّرِ مِن ذُنُوبِكَ واصطَبِرْ،
مَن تَابَ حَقًّا لَا يَعِيشُ أسِيرَا.
فَالذَّنبُ سِجنٌ والمَعَاصِي غُمَّةٌ،
تُفنِي الحَيَاةَ فَتَستَحِيلُ سَعِيرَا.
قُل لِلمُصِرِّ عَلَىٰ الذُّنُوبِ بِأنَّهَا،
تُعطِي الشَّقاءَ وتُورِثُ التَّدمِيرَا.
ولِمَن أقَامَ عَلَىٰ عِبَادَةِ رَبِّهِ،
أبشِر بِجَنَّاتِ العُلَا مَسرُورَا.
سُبحَانَ رَبِّي والصَّلَاةُ عَلَىٰ الَّذِي،
لِلحَقِّ جَاءَ مُبشّرًا ونذيرا.