يُحكى من طرائف العرب أنّ أحد المشايخ حاول التّرفيه عن مريديه الذين يحضرون درسه في المسجد بعد صلاة العشاء فقال: "إنّ أفضل سنوات حياتي قضيتها في حضن امرأة لم تكن زوجتي"!

انصدم الحضور وانتابتهم القشعريرة، ودُهشوا من كلام شيخهم! 
إلّا أنّ الشيخ أكمل كلامه موضّحًا: "نعم، لقد تربّيت في حضن أمّي، رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنّة، فقد ربّتني تربية صالحة وكانت تدعوني إلى مخافة الله عزّ وجلّ".
عندها هتف الجميع مكبّرين ومهلّلين بعد أن فاضت عيونهم من الدمع إجلالًا وخشوعًا واحترامًا. 
ذهب أحد المريدين الذين أعجبه حديث شيخه إلى بيته، وفي قرارة نفسه رغبةٌ في تقليده، فأراد أن ينسخ ويلصق ما سمعه بحرفيّته! 
وما إن وصل إلى المنزل حتّى بادر زوجته بالقول (بينما كانت تحضّر له الطعام): "إنّ أفضل سنوات حياتي كانت في حضن امرأة لم تكن أنتِ"!
وعلى ذمّة الرّواة الثّقاة فإنّ الجيران حاولوا المستحيل لنزع الصّحن من رأسه، والسكّين من عينه فلم يُفلحوا، وقضى نحبه وفي قلبه حسرة بأنّه لم يستطع إكمال مقولته للآخر...
إنّه التّقليد الأعمى يا سادة!
فالنّسخ واللصق لا يدوران دومًا في فلك الأمن والأمان...
وقد أعذر من أنذر...
وقد أحسن من اعتبر...