سبحان الذي بيده ملكوت كلّ شيء وهو على كلّ شيء قدير. 

لم ألتقِ به منذ أكثر من أربعين سنة من عمر الزمان الذي يقطف وريقات أعمارنا بسرعة البرق، فنجد أنفسنا، وقد أتعبتنا رحلة الحياة، بحاجة لهنيهات من الرّاحة علّها تبلسم جروح الأيّام وتخفّف من الآلام وتبشّرنا بالمسرّة ورفع المضرّة. 
إنّه الصّديق "محمّد فرحات" الهادئ اللبق المبتسم في وجوه الكلّ، ويكأنّ شذا الفلّ فاح بعبيره ليملأ المكان بعبق الذكرى العطرة. 
وشاء القدر أن أشاهد صورته على صفحة صديق لي على الفيس بوك وهو من خيرة الناس.
وبحكم عملي الطويل كمدّعٍ عامّ، تقصّيت وتحرّيت حيث تمّ المراد بفضل الله عزّ وجلّ وتحدّثنا مع بعضنا البعض على "الواتس أب" قبيل أن نلتقي في الواقع القريب بإذن الله.
ويوم العيد المبارك أرسل إليّ الصديق والأخ محمّد هذه الكلمات الفوّاحة برائحة المسك والعنبر وملخّصها:
"لنا عيدان نفرح بهما...
عيدٌ عند تحرير كلّ الأرض العربيّة والعمل لها (بمقاومة عامّة) لا يهمّ اسمها أو عنوانها.. 
وعيدٌ عند تحرير النفس والروح والعقل من مكائد شياطين الإنس والجنّ... وهذه المقاومة الخاصّة الفرديّة لتحرير النفس البشريّة من الهوى والغِوى والسِّوى... 
ولا يكتمل ارتقاء الروح والعقل إلى السعادة الكُلِّيّة بوجود عراقيل كبيرة وكثيرة أمام المقاومتَين العامّة والخاصّة. لكن بجهد دائمٍ وإن قلَّ، تُبنى الصروح والروح.
وفي اللحظة الإلهيّة بتدبير الله تعالى يفرح المؤمنون بنصر الله ورحمته... ولذلك، فليعمل العاملون والعالمون.
"لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ".
سلام على اطمئنان".
يا لها من كلمات تأخذك الى عالم البحث الدؤوب للظفر بالمطلوب، بفضل علاّم الغيوب. 
أحيانًا نمنح الآخرين ما ينقصنا، فنعطيهم الاهتمام ونحن نفتقده، ونرسل الابتسامة ونحن بأشدّ الحزن، ونعطيهم الأمل ونحن بقاع اليأس، ونمنحهم أشياء نحن بأشدّ الحاجة لها لأنّ لنا نفسًا طيّبة تفرح بالعطاء.
وعليه، لا تتوقَّفْ كثيرًا عند أخطائك الماضية لأنّها ستحولُ دونَ عيش حاضرك بأمان، وستجعل مستقبلك غامضًا. 
لذا، يكفيك من أخطاء الماضي أخذُ العبرة لتنطلقَ بزخمٍ جديدٍ في طريق الصواب كي تحقّق نجاحاتك ببلوغ الطموح المُبتَغى.
بيد أنّه عليك الانتباه إلى هذه النصيحة المثاليّة ومفادها:
أربعة إيّاك أن تخسرهم في حياتك:
- من تحمّلك وأنت غاضب.
- من دافع عنك وأنت غائب.
- من أسعدك وأنت مهموم.
- من ناصرك وأنت مغلوب.
أيّامكم توفيقات إلهيّة...

القاضي م جمال الحلو