بأقلامهم >بأقلامهم
"العنصريّة البغيضة"!
"العنصريّة البغيضة"! ‎الثلاثاء 2 07 2024 20:11 القاضي م جمال الحلو
"العنصريّة البغيضة"!

جنوبيات

يُحكى في الزّمن المعاصر أنّ امرأة بيضاء تبلغ من العمر حوالى الخمسين كانت تجلس بجانب رجل أسود أثناء رحلة جويّة لمدّة طيران طويلة نسبيًّا.
وقد كانت هذه المرأة متضايقة جدًّا من هذا الوضع، لدرجة أنّها استدعت المضيفة وقالت لها:
"من الواضح أنّك لا ترين الوضع الذي أنا فيه؟ لقد أجلستموني إلى جانب رجل أسود، وأنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص كهذا!
إذًا، يجب أن توفّروا لي مقعدًا بديلًا على الفور!
فأجابتها المضيفة قائلة:
"اهدئي سيّدتي، فكلّ المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريبًا، لكن دعيني أبحث عن مقعد خالٍ".
غابت المضيفة لعدّة دقائق ثمّ عادت وقالت لها:
"سيّدتي، كما قلت لك، لم أجد مقعدًا واحدًا خاليًا في كلّ الدّرجة السياحيّة. لذلك أبلغت (الكابتن) فأخبرني أنّه لا توجد أيضًا أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال. لكن ثمّة مقعد واحد خالٍ في الدّرجة الأولى الممتازة".
وقبل أن تقول السيّدة أي شيء، أكملت المضيفة كلامها:
"ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدّرجة السّياحيّة أن يجلس في الدّرجة الأولى الممتازة. لكن وفقًا لهذه الظّروف الاستثنائيّة فإنّ (الكابتن) يشعر بأنّه من غير اللائق أن نرغم أحدًا أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحدّ.
لذلك،
 التفتت المضيفة نحو الرّجل الأسود وقالت:
سيّدي، هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدويّة وتتبعني، فهناك مقعد ينتظرك في الدّرجة الأولى الممتازة".
في هذه اللحظة المفصليّة وقف الرّكّاب المذهولون من التّصرّف العنصريّ، والذين كانوا يتابعون الموقف منذ بدايته، وصفّقوا بحرارة للمضيفة لتأديبها غير المباشر للسيّدة البيضاء المغرورة والقبيحة بأفكارها البالية والعنصريّة البعيدة كلّ البعد عن الأخلاق والمبادئ الإنسانيّة.
إنّها حقًّا "العنصريّة البغيضة والردّ المناسب".

المصدر : جنوبيات