قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بن يمين نتنياهو ان اسرائيل ستعيد كل الاسرى لدى حماس(الاحياء منهم والاموات)، وقد طالب النتيناهو الرئيس الأميركي   بايدن بأن يتعهد بالموافقة على استمرار الحرب على غزة بعد الهدنة،  وكشف مسؤولون اميركييون أنّ بايدن يسعى للضغط على نتنياهو لايقاف الحرب الاسرائيلية على غزة، ووسط هذا المشهد المستجد يبقى  السؤال الذي يطرح على بساط البحث: 

هل سيكمل نتيناهو الحرب في غزة ويرتكب حماقة على الجبهة الشمالية أيضًا  من شانها ان تغيّر وجه المنطقة؟ أم أنه سمع من الاميركيين أنّ ما يقوم بفعله يمكن ان يؤدي لمجزرة كبرى اقليمية قد تمتد لحرب عالمية كبرى؟

لا شك ان الاستقبال والتصفيق الذي لمسه نتنياهو في الولايات المتحدة من نواب يخشون "غضب الدولة العميقة" ليس المعبر عن حقيقة المشهد العالمي ,فنتنياهو كذبَ بكل فنون الكذب ومعانيه أمام الكونغرس, ورغم هذا الكذب والتمثيل فلا شيء يمكن أن يغيّر الصورة العالمية عن مسؤوليته المباشرة بقتل اكثر من 50000 شخص ووجرح وتشويه اكثر من 50000 ٱخرين، لذلك فالمزاج الدولي وعنصر القوة هما الذان يردعان رئيس الحكومة الاخبث في تاريخ اسرائيل عن فعل اي خطوة ناقصة قد تدمّر الكيان برمته، وما الاحتجاجات الكبرى في اسرائيل الا دليل واضح على مدى الحقد والكره الذي بات الاسرائيلييون يحملونه لرئيس حكومتهم الذي يتهمونه بسوء الإدارة وبالتالي تشكيل خطر جدي كبير على الكيان.

من هنا فاليوم التالي في غزة سيكون حتما هو جزء من معادلة بثلاثة عناصر:

عنصر الغضب الشعبي والنقمة والمحاسبة لحكومة يعتبرها الاسرائيلييون حكومة دمرت العباد والبلاد، وباتت مهزلة بين الامم.

العنصر الثاني وهو قوة الردع المقابلة على أكثر من جبهة والتي تفرمل أيّة خطوة حمقاء لتوسيع الحرب من قبل نتيناهو.

العنصر الثالث هو الكلام الاميركي لنتنياهو الذي لا يقال اعلاميا في وسائل اعلام الولايات المتحدة، وهو أنّ استمرار الحرب قد يعيد انتاج المنطقة برمتها بطريقة لم ولن تخطر على بال سموتريتش ونتيناهو وبن غفير.

من هنا فاليوم التالي في غزة سيكون يوما فلسطينيا بامتياز, وبغض النظر عن الانقسام الفلسطيني الذي تحاول العاصمة الصينية بكين تفتيته, وكل ذلك سيكون ببركة مئات الاف الشهداء والجرحى والمنتظرين على قارعة الصمود في شتى الجبهات.

فهل يرعوِ النتيناهو ام انه ماض في مسلسل جهنم المقبلة عليه؟