وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة إلى الأشقاء العرب كيانات ومرجعيات وأنظمة وشعوب، جاء فيها:

يجب أن تفهموا أن زمن سطوة واشنطن في الشرق الأوسط ينهار بشدة، وتفردها بات من الماضي والناقصة، ولا مستقبل للكيان الإسرائيلي في المنطقة. إيران شريكتكم بالدين والتراث والأخوة والمصير، وما ترونه الآن دليل مطلق على التغيرات الجذرية التي تضرب العالم والمنطقة، لدرجة أن واشنطن جمعت الأطلسي وبقية حلفائها في محاولة لردع إيران ولم تستطع ولن تستطيع. مصلحة العرب مع طهران لا مع واشنطن أو تل أبيب.

المنطقة الآن تعيش أكبر مخاضاتها التاريخية، ولا ضمير دون غزة وفلسطين والقدس، ولا دين للعرب دون أشلاء غزة وأعراض نسائها وكرامة رجالها وشموخ دينها وتراثها.

واشنطن نزعة صليبية مجرمة لا تشبع من القتل والإبادة والفظاعات العالمية، والكيان الإسرائيلي نشأ وعاش ويعيش على المجازر والإرهاب.

اليوم، تل أبيب مكشوفة ومهزومة ولا ملاذ لها إلا واشنطن والأطلسي. بات محسوماً أن الإمكانية الذاتية لبقاء الكيان الإسرائيلي انتهت، وهو اليوم يعيش على أنابيب الحماية الأميركية الأطلسية. المحسوم أن لا مستقبل لواشنطن في المنطقة، فيما التبعية لواشنطن إذلال واستنزاف وقهر. وما يجري في غزة حرب أميركية إسرائيلية أطلسية هدفها الانتقام من تراثنا وتاريخنا وأخلاقياتنا.

ولن نقبل لأميركا والكيان الإسرائيلي الخروج بوضعية المنتصر.

ما المجزرة الإسرائيلية اليوم في مدرسة التابعين إلا دوس على كرامة العرب وانتهاك لأعراضها. مخاض المنطقة يسير نحو حرب فاصلة بسرعة، ولن تنتهي إلا بهزيمة أميركا وأطلسها واقتلاع كيانها الصهيوني من الجذور.

لا يجوز أن يكون العرب في صف واشنطن وتل أبيب، لأن محلهم الطبيعي هو شراكة طهران. لحظة انفجار المنطقة لا يمكن التفريق بين أصيل ووكيل، ولا خيانة عند الله والإنسان أكبر من العمالة لواشنطن أو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.