بأقلامهم >بأقلامهم
"أسوأ النّاس حظًّا"!!
جنوبيات
إنّنا في أيّام عصيبة عمّ فيها الخوف، ونزل فيها البلاء، وانتشر فيها الوباء، وانعدمت فيها مقوّمات الحياة، ولم يعد بوسعنا سوى أن نطلب الرّحمة والمغفرة من ربّ الأرض والسّماء.
إنّ تشابه الأحداث التّاريخيّة بالواقع المعاش حاليًّا، مردّه أنّ التّاريخ غالبًا ما يعيد نفسه.
فالقهر والإذلال يمسّان كلّ بلد في العالم يعاني الحرمان وليس بالضّرورة أن يُقصد بهما لبنان فقط.
أنا أكتب عن وجع النّاس، أكتب عن الأفعال والأعمال التي تضرّ بمصلحة الشّعوب المقهورة، وليس من شيمي وتاريخي التّعرّض لأي شخص بذاته مهما كبر أو صغر، ومهما علت مرتبته أو تدنّت.
فالأفعال الوحشيّة بحقّ الشّعوب المرتهنة لإرادة الظّالمين تتحدّث عن نفسها بنفسها.
أنا أكتب عن الجرح المؤلم الذي يعانيه المواطنون في زمن القهر والخذلان والقمع والاستبداد والفساد وإهدار المال العامّ.
في حياتي كلّها، "التي أتعبتني إلى حدّ كبير"، لم أرد الانتقام كي لا أُلام، ولم أحقد على أي مخلوق، وإنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله عزّ وجلّ، فهو المنتقم الجبّار، وهو المتصرّف القهّار، وهو الفعّال لما يريد.
لذا اتّخذت قرارًا لن أحيد عنه، عنوانه: الكلمة الطيّبة التي تشفي ولا تدمي، تفرح ولا تحزن، تبثّ روح الأمل وتبتعد عن اليأس.
وأصبحت مهمّتي على النّحو الآتي:
كُنْ أنت الابتسامة التي ترتسمُ على وجوه النّاسِ.
كُنْ أنت البلسم الذي يُداوي جروحَ النّاسِ.
كُنْ أنت الكلمة الطيّبة التي تُخاطب بها قلوبَ النّاسِ.
كُنْ أنت التّغيير الذي تتمنّى أن تراه في النّاسِ.
وأختم بالقول المختصر الذي تؤخذ منه العبر:
"أسوأ النّاس حظًّا الصّادقون في المجتمعات الكاذبة".