عام >عام
الصعتر: زراعة بديلة ومنتجة في الجنوب بحاجة للدعم الرسمي
الصعتر: زراعة بديلة ومنتجة في الجنوب بحاجة للدعم الرسمي ‎الخميس 2 03 2017 14:30
الصعتر: زراعة بديلة ومنتجة في الجنوب بحاجة للدعم الرسمي

جمال خليل

بعد التراجع الكبير في القطاع الزراعي، وخصوصا قطاعا الحمضيات والموز، وإنكفاء المزارع الذي كان يعتمد كليا عليهما كمورد اساسي في تحصيل لقمة عيش كريمة، بالاضافة الى تدني الأسعار وعدم ايجاد اسواق للتصريف، بات المزارع الجنوبي في حيرة من امره، فكان لا بد له من ان يخوض التجارب في مزروعات اخرى، الى ان وصل به الأمر الى زراعة الصعتر واطلق عليها قولا وليس فعلا "الزراعة البديلة" لكنها لم تلق الدعم الذي وعد به المزارع من قبل الدولة.

هذه الزراعة كانت موضع إهتمام المزارع الذي وجد فيها قطاعا مهما لا يستهان به نتيجة عدم تطلبها الكثير من الإعتناء والتعب او لناحية مردودها المالي على مدار السنة.

وعلى الرغم من انها "زراعة بديلة" وعدم الإهتمام الرسمي بها، الا انها وجدت من يدعمها وينميها في الجنوب، خصوصا منظمة العمل الدولية عبر الجمعيات التعاونية المحلية، نظرا لعدم التكلفة ولتوفر اليد العاملة ولزيادة مدخول العائلة، وبدأت بالتوسع حتى بتنا نجد نبتة الصعتر في الحدائق العامة والخاصة المنزلية بعدما كانت محصورة فقط في البراري.

يبدأ العمل بزراعة الصعتر خلال شهر شباط، حيث يقوم المزارعون بغرسها وإزالة الأعشاب من حولها، وبعد حوالى الشهر ونصف الشهر يبدأ قطافها لتباع خضراء في الأسواق المحلية، او يعمل على تيبيسها وبيعها للأفران والعائلات لصناعة المناقيش وتموينها منزليا، بالاضافة الى استخدامات اخرى لها وأثمنها في صناعة الأدوية الطبية لفوائدها الجمة في علاج مختلف أمراض القلب وتصلب الشرايين والأوعية الدموية، كما انها تساعد على تخفيف الالام وتسكينها لما تحوي من عناصر مسكنة ومضادة للالتهابات.

ويؤكد رئيس مجموعة العمل المحلية (تيروس) حسين علوية أهمية هذه الزراعة التي باتت تشكل مردودا لا يستهان به للعائلة، داعيا الى "ضرورة رفد زراعة الصعتر بالإهتمام اللازم عبر تشجيع المزارع وتأمين مستلزمات هذه الزراعة وتصريف انتاجها"، لافتا الى أن النوعية الجيدة والممتازة المطلوبة من الصعتر تدخل في الكثير من المجالات، ان لناحية بيعها خضراء او إستعمالها مقطرة واستخراج زيتها لصناعة الأدوية الطبية".

وأوضح المزارعون "ان نبتة الصعتر التي لم نكن نراها الا في البراري وفي فصل الشتاء، الا أنها باتت اليوم ملازمة لحديقة كل مواطن جنوبي"، مشددا على "تعزيز هذه الزراعة وتشجيعها لتصبح قطاعا بديلا قولا وفعلا، خصوصا بعد تردي قطاعي الحمضيات والموز ووصولهما الى الحضيض".

ولفت عدد منهم الى أن "المردود المالي لاكثر من خمسة دونمات مزروعة بالصعتر جيد، لسهولة متابعة نمو هذه النبتة وحتى قطفها والتوفير في كلفة اليد العاملة".

وأشاروا الى انه "بعد تدني اسعار الخضار، بتنا نلجأ الى زراعات اقل كلفة واكثر مردودا الى ان وصلنا الى هذه الزراعة التي يمكن ان تشكل طفرة زراعية ليست بالسهلة اذا ما تم العمل بها بطرق جيدة، لنصل الى انتاج اكثر رواجا في الأسواق، ليس في لبنان وحسب، بل على صعيد الدول المجاورة"، آملا ان "تبقى هذه الزراعة محافظة على موقعها وان لا تهوى كباقي الزراعات، لأن المزارع يرى فيها المنقذ للقمة عيشه ولحياته الكريمة نوعا ما".

وشددوا على فوائد الصعتر، ان كان اخضر ام يابسا، وخصوصا أنه يدخل في صناعة العديد من الأدوية لمعالجة الكثير من الأمراض، مؤكدين ان "انتاجنا يعد من افضل واجود المنتوجات".

قشمر
من جهته، اعتبر مدير التعاونية الزراعية في الحلوسية حسين قشمر "ان زراعة الصعتر هي من الزراعات البديلة المنتجة والبسيطة، نظرا لسهولة زراعتها وإنتاجها الجيد، خلافا لزراعة التبغ المضنية"، مشيرا الى انه "منذ بضعة اعوام راجت هذه الزراعة وبدأ الإهتمام بها وبشكل لا يستهان به حيث تم تحسين الإنتاج ليصار الى الإستفادة من محصوله لأكثر من موسم واحد خلال السنة الواحدة، من خلال اعتماد ري الشتول وقطف الموسم الأول كصعتر اخضر وبيعه في الأسواق، او من خلال تجفيف الموسم الثاني وطحنه ويضاف اليه السماق والسمسم وتناوله مع الزيت او في للمناقيش".

وشدد على "ضرورة تشجيع هذه الزراعة ودعمها من قبل الدولة"، لافتا الى "ان كلفة الدونم الواحد من زراعة الصعتر لا تتعدى ال 200 دولار مقابل مردود مالي يصل الى الألف دولار".