خاص جنوبيات >بأقلامهم
خاص "جنوبيات" - طلال أبو غزالة... من دمعة الحرمان إلى دموع العالمية
جنوبيات
لا يمكن لعربيّ يتابع ويقرأ وينهل من معين التجارب الا أن يمر على اسم كبير من الذين شكلوا نموذجا لكل من كوتهم نار المعاناة في العالم العربي والعالم بأسره، لكل الذين ساروا على درب الصبر والثبات والإصرار رغم العواصف العاتية من كل حدب وصوب، والذين امتشقوا حسام الإرادة الفولاذية رغم الواقع الذي كان يشد بهم إلى أسفل محطات اليأس والاستسلام، فكان النموذج الحي الذي ننهل منه، الا وهو العربي الاصيل الدكتور طلال ابو غزالة.
تخونك دموعك غير مرة وانت تشاهد الدكتور طلال على شاشات التلفزة، متحدثا عن قصة حياته التي امتلأت بالقهر والتعب والحرمان ولكنه بحكمته وإرادته الفولاذية حوّل كل هذه الطفولة الصعبة والحياة القاسية لقصة من نوع اخر، الا وهي قصة نجاح جامعي ووظيفي وانساني، ليتربع على كبريات منصات العالم متحدثا في المال والاقتصاد والسياسات المستقبلية، وهو القادم من أقسى التجارب التي يمكن للمرء أن يمر بها.
يقول أبو غزالة: "لم أكن أتناول دوما حبات الفواكه التي تضعها امي في حقيبتي المدرسية لكي اعيد بضعًا منها لاخوتي وذلك حرصا مني على أن نقتسم جميعا ما توفر لنا"، ويقول في مكان آخر: "كنت مجبرًا أن أكون الاول على الثانوية والأول على الجامعة لاني لا املك خيارًا لاكمل دراستي سوى أن أكون الاول، وقصد بذلك أنه لم يكن يملك المال الكافي لذلك, ولكنه استطاع بالعزيمة والتوكل على الله وعلى نفسه أن يكمل دراسته ويصبح واحدا من ملاك ومديري كبرى شركات العرب لا بل العالم، ومع ذلك بقيَ متواضعا إلى حد كبير قريبا من كل الموظفين والعاملين معه في المؤسسة حيث يقول:" نحن عائلة واحدة ونسيج واحد في مؤسسة هي أشبه بأسرة متكاملة متراصة متحابة".
لا يمكن أن نقول شيئا في هذه التجربة سوى أن هذا الرجل العربي المفخرة لنا جميعا، هو المثال الحي والواضح والاكيد أن الإنسان يمكن له أن يصل الى حيث يصبو مهما بلغ الشوك في دربه والقهر في مسيرته، وستبقى الأجيال تردد كلمة الدكتور طلال: "السعادة قرار والنجاح قرار".