بأقلامهم >بأقلامهم
"دلالة التّعبير"!
جنوبيات
التّصغير في اللغة العربية، هو الاسم المحوَّل إلى صيغة (فعيل) أو (فعيعل) أو (فعيعيل)، ويُقال له الاسم المصغَّر. وللتصغير ثلاثة أبنية هي: (فعيل كنهير تصغير نهر)،(وفعيعل كجعيفر تصغير جعفر)، (وفعيعيل كمصَيبيح تصغير مصباح).
يصغّر الاسم لأحد الأَغراض الآتية:
١- الدلالة على صغر حجمه مثل: كُتَيِّب ولُقَيْمة.
٢- الدلالة على تقليل عدده مثل: وُريْقات ولُقَيمات.
٣- الدلالة على قرب زمانه مثل: سافر قُبَيْل العشاء، أو قرب مكانه مثل: الحقيبة دُوَيْن الرف.
٤- الدّلالة على التّحقير، مثل: أَأَلهاك هذا الشُوَيعر؟
٥- الدلالة على التّحبيب، مثل: في دارك جُوَيْرية كالغُزيّل.
وقد يصغّر للتعظيم؛ مثال ذلك قولهم عن الموت: دويهيّة، تصغير داهية؛ ويقصدون: الداهية العظيمة!
من هذا المنطلق البيانيّ نتلمّس المعاني. فالتّصغير هو للدلالة على التعبير، واستكشاف المسير في عالم التغيير.
أمّا في لبناننا الحبيب، فالتصغير وسيلة السياسيّين للتحكّم بالمصير.
وعليه، فإنّ المواطن اللبنانيّ يتعرّض بصورة دائمة للتصغير للدلالة على التحقير، والإذلال والاضمحلال، والإفقار والتفقير، والتجويع والتفجيع، والدمار والتدمير.
سبحان الله العظيم!
حكّامنا يتوسّلون لغة الضّاد للّعب على الأضداد، والتحكّم برؤوس العباد والبلاد.
ولا ضير عندهم لو أدّى الأمر إلى الهلاك وحرمانك دواك... فالفساد والإفساد، والظلم والاستبداد، بانتظار يوم المعياد!
فيا ربّ رحمتك بالعباد... ولطفك بالبلاد...