بأقلامهم >بأقلامهم
"عظماء التّاريخ وسفلة القوم"!
"عظماء التّاريخ وسفلة القوم"! ‎الخميس 7 11 2024 18:03 القاضي م جمال الحلو
"عظماء التّاريخ وسفلة القوم"!

جنوبيات

بنى لينين (قائد الثّورة البولشيفيّة) الاتّحاد السوفييتيّ من العدم ورحل ووجدوا في جيبه 6 روبلات فقط.

هزم ستالين النازيّة وامتلك دولة فيها 20 ألف دبّابة ورحل بدون أن يترك بيتًا، وبقيت ابنته سفتلانا تعيش في بيوت الإيجار بعد انهيار الاتّحاد السّوفييتيّ.

أسّس فيدل الكاسترو كوبا الحديثة وأمّم كلّ الامتيازات الإقطاعيّة ومن ضمنها مقاطعة أبيه... أهدى إليه صدّام حسين سيّارتين من نوع مرسيدس (آخر موديل) وذلك بعد مؤتمر هافانا لدول عدم الانحياز، فلم يركب فيها كاسترو وبيعت في المزاد العلنيّ وأُضيفت للماليّة العامّة لميزانيّة الدولة.

أسّس هوتشي منه دولة فيتنام، وفي بضع سنين أصبحت هذة الدولة الزراعيّة من أعظم البلدان الصناعيّة. ومات هوتشي منه "في بيت من القشّ" بين رفاقه القدامى ولم تتضخّم أرصدته بالمليارات من الفساد وغسيل الأموال كما في دول العالم الثّالث والرّابع والخامس...

أسّس ماو الصين الحديثة، وفي غضون 5 سنوات أصبحت الصين القرويّة (التي تجرّ الثيران محراثها الزراعيّ) اليوم من أرقى الدول الصناعيّة في العالم. وكان ينزل إلى الشارع يكنّسُ الطرق مع عمّال النظافة ولم يقل أنا ابن أسرة حاكمة أو تاجر ابن تاجر ولم يستبح أملاك الدولة.

الزّعيم الخالد جمال عبد الناصر قائد ثورة التغيير في مصر، مات وفي جيبه بضع جنيهات، وكان منزله بالإيجار.

جوهر الموضوع هو أنّ هؤلاء لم يتربّوا ذهنيًّا ومعرفيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا على فكرة الغنيمة ونهب ثروات البلاد واستعباد الشّعوب وظلمها. والتّاريخ سيخلّد العظماء للأبد، بينما لن يرحم الطغاة والفاسدين الذين تجبّروا وظلموا شعوبهم ونهبوا خيرات بلدانهم وذهبوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم. والشواهد في وطننا العربيّ خير دليل على حكمة الله في خلقه.
وفي نظرتنا للواقع المأساويّ الذي نعيشه اليوم، نتأسّف على وجودنا في بلد انتُزعت أحشاؤه من قبل رؤوس الفساد.
فما بين عظماء التاريخ وسفلة القوم عبرة لمن يعتبر...
فاعتبروا يا أولي الألباب.

المصدر : جنوبيات