بأقلامهم >بأقلامهم
"حكم وأقوال"!
جنوبيات
سُئل أحد الحكماء من قبل أحد مريديه:
كم آكل؟
أجاب: فوق الجوع ودون الشبع.
ثمّ سئل وكم أضحك؟
أجاب: حتّى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك.
ثمّ دار حوار الأسئلة على نحو تسمو فيه الإجابة لترقى إلى مستوى تهذيب الروح. فقال المريد: كم أبكي؟
قال: لا تملّ البكاءَ من خشية الله.
وكم أخفي من عملي الصالح؟
ما استطعت أن تخفيه.
فكم أظهر منه؟
مقدار ما يقتدى بك.
وكم أفرح إذا مدحني الناس؟
فجاء الجواب: على قدر ظنّك ما إذا كان الله راضيًا عنك أم غاضبًا.
وإذ بمريد آخر يسأل:
كم درسًا في الحياة علينا أن نتعلّمه؟ أجاب الحكيم والبسمة ارتسمت "على محيّاه":
في الحياة دروس كثيرة علينا أن نتعلّم منها ونستخلص من خلالها العبر، ونتلمّس الحكمة من وراء محدثات الأمور. ومن خبرة الزّمن، وتوالي المحن، وتعاقب الفتن، أختصر لأقول لك المفيد والضارّ مع مضيّ الأعمار، وتتابع الأخبار، فانتبه:
"في الحياة أربعةُ دروسٍ مُهمّة :
أوّلًا : لا تفقد الأمل أبدًا.
ثانيًا : لا تحتفل بالنصر مُبكرًا.
ثالثًا : لا تترك مكانك حتّى تُنهي مهمّتك تمامًا.
رابعًا : أعطِ اللحظات الأخيرة اهتمامًا بقدر اللحظاتِ الأولى".
ونختم بقول النبيّ العربيّ عليه أفضل الصلاة والسلام:
(ما زال الرجل عالمًا ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنّه قد علم فقد جهل).
إنّها حكم وأقوال تُكتب بماء الذّهب...
أمّا في وطننا الحزين، سبحان من وهب، فليس هناك سوى النّهب، والتعب، والشّغب، ومشاريع غبّ الطلب، وأوهام ووعود ينتظرها الشّعب!