بأقلامهم >بأقلامهم
"متى تكذب الأم"؟!
جنوبيات
إنّه عنوان صادم، وقد يُخيّل للبعض أنّه مُنفِّر وفي غير موضعه. والسّبب في ذلك أنّ الأمّ الحنون والجوهرة المكنونة هي مبعث الصّدق والوفاء والإخلاص والكلمة الطيّبة.
لا شكّ ولا غرو في أنّ الأم صادقة في محبّتها لفلذات كبدها، وصادقة في تعاملها معهم وتوجيههم إلى المسلك الصالح بما يؤمّن لهم الهناء ورغد العيش ما أمكنها ذلك. فهي تسعى دومًا إلى تحقيق الأهداف المرجوّة لأولادها لما فيه صالحهم "بالخير والسعادة والمحبّة".
لكن السّؤال الذي يُطرح، متى تكذب الأمّ؟
الجواب الواقعيّ والمحزن في آن، يتبلور في الخصال والأفعال الآتية:
الأمّ تكذب عندما تقول لك:
كلْ، أنا لستُ جائعة.
خذْ حصّتي من اللحم فأنا لا أستسيغه.
خذْ هذه النقود فلستُ بحاجة إليها.
ضع هذا الغطاء عليك فأنا لا أشعر بالبرد.
لا تبكِ فأنا لستُ مريضة.
إلى ما هنالك من خصال وأفعال لا يستطيع أحد، غير الأمّ، فعلها أو حتّى تحمّلها.
فهل يستطيع الحبيب أو الصّديق أو الأخ أن يفعل هذا كلّه؟
الجواب الحتميّ: بالطبع لا...
اللهمّ اجعل أمّي وأمّ من قال "آمين" سيّدة من سيّدات الجنّة.
آمين يا ربّ العالمين.