فلسطينيات >داخل فلسطين
مشاريع وإجراءات صهيونية تكرس القدس عاصمة لكيان الاحتلال
مشاريع وإجراءات صهيونية تكرس القدس عاصمة لكيان الاحتلال ‎السبت 27 01 2018 18:48
مشاريع وإجراءات صهيونية تكرس القدس عاصمة لكيان الاحتلال


منذ إجهاز الاحتلال (الصهيوني) على مدينة القدس باحتلال شطرها الشرقي عام 1967 بدأ بسباق مع الزمن لتهويدها، لكنه يسابق الزمن حاليا لتمكينها كعاصمة "إسرائيلية" مقدسة، وذلك من خلال سلسلة مشاريع تهويدية تضفي الصبغة التلمودية عليها، وتعدم ما تبقى من معالم تؤكد على عروبتها.

وضمن الخطة الاقتصادية لعامي 2017 و2018 وضعت خطة لدعم تطوير القدس "كعاصمة موحدة لإسرائيل" رصد لها مبلغ 10 مليارات شيكل (نحو 3 مليارات دولار). ومن بين المشاريع الجديدة التابعة لوزارة المواصلات (الصهيونية) على سبيل المثال فإن أربعة شوارع داخلية جديدة ستدشن لربط أحياء القدس الكبيرة مع بعضها ومع مركز المدينة الغربي والبلدة القديمة.

ويضاف إلى هذه الشوارع شق مفترقات طرق خارجية جديدة لربط مدينة تل أبيب بالقدس لتخفيف أزمات السير الصباحية والمسائية. وتسهل هذه المفترقات حياة السكان غربي المدينة بشكل أساسي. وستصل تكلفة المشروع إلى نحو ملياري شيكل (نحو 600 مليون دولار) بحيث تفتتح هذه الشوارع أمام المركبات مع نهاية العام الحالي.

خطة 2020

وستُطوّر خطوط جديدة للحافلات والقطارات بحيث تصبح شبكة متكاملة تربط كل أحياء المدينة الكبيرة مع مراكز القدس الغربية والبلدة القديمة. وستنفذ هذه الخطوط حتى عام 2020 وستشمل الوصول إلى مئة محطة و62 قطارا تنقل يوميا مليون شخص بين محلي وسائح.

مشروع "واجهة القدس" الذي أعلن عنه أيضا رئيس بلدية الاحتلال نير بركات والذي سيتم العمل على إنجازه خلال السنوات الثلاث القادمة سيكون الأكبر والأضخم على مستوى (الكيان)، حيث سيشمل منطقة تجارية وتشغيلية اقتصادية تتربع على مدخل المدينة الغربي، وبالتحديد على أراضي قريتي لفتا والشيخ بدر المهجرتين. وسيحتوي المشروع الجديد على بنايات شاهقة تضم مراكز حكومية وفنادق وسلسلة مطاعم ومراكز فنون ورياضة وستصل تكلفته إلى 3 مليارات شيكل (نحو 880 مليون دولار).

كما يعمل الاحتلال بشكل حثيث للانتهاء من خط القطار السريع الذي سيربط تل أبيب بغربي القدس، ومن هناك إلى البلدة القديمة وتحديدا قرب حائط البراق.

ويرى الصحفي المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى محمود أبو عطا أن هذا المشروع بالتحديد هدفه تعزيز الوجود الإسرائيلي بالقدس، من خلال نقل كافة السياح من مطار بن غوريون في تل أبيب مباشرة إلى القدس، عبر هذا القطار السريع الذي يصل إلى المدينة المحتلة في غضون 26 دقيقة فقط.

القطار الخفيف في القدس ستشمله التوسيعات أيضا إذ ستربط المسارات الجديدة بين شطر المدينة الشرقي والمستوطنات غربها. وحسب أبو عطا فإن آلاف الدونمات التي كانت تتبع الحيز الفلسطيني قديما صودرت لصالح المشروع الذي سيكثف السيادة "الإسرائيلية" على المدينة وسيجزئ الأحياء الفلسطينية بالقدس على غرار ما حدث في بلدة شعفاط.

تهويد مفتوح

ولباب العامود نصيب من المشاريع التهويدية التي تنفذ بحجج أمنية بما يتنافى مع العمران القديم، إذ تعمل طواقم الاحتلال حاليا على بناء ثلاث نقاط عسكرية تحكم القبضة على هذا المدخل الحيوي للمدينة. وقبل بدء العمل بهذه النقاط أقدمت طواقم بلدية الاحتلال على إعدام الأشجار في المنطقة وزرع مزيد من كاميرات المراقبة لرصد تحركات الفلسطينيين بدقة.

وفي محيط المسجد الأقصى المبارك توجد ثمانية مشاريع تهويدية منها ما هو في طور البناء وأخرى في طور التخطيط، وتشمل بنايات ومسارات تلمودية فوق الأرض وحفريات أسفلها، لتكوّن مجتمعة رواية الاحتلال التوراتية حول الهيكل المزعوم.

أما في المسجد الأقصى نفسه فيؤكد أبو عطا أن ازدياد أعداد المقتحمين له بشكل ملحوظ خلال العام المنصرم يدل على أن الاحتلال يريد فرض السيادة عليه، وأتبع الاقتحامات بالسماح للمستوطنين بأداء الشعائر التلمودية وإقامة مراسم الزفاف العلنية مقابل حرمان آلاف المصلين من دخول المسجد، ومنع إضاءة مصلى قبة الصخرة المشرفة من الخارج في رسالة مفادها أن الأقصى هو لب الصراع في قضية السيادة على القدس.

ومقابل منع إضاءة قبة الصخرة أقدمت سلطات الاحتلال عدة مرات مؤخرا على إضاءة سور القدس التاريخي بالعلمين "الإسرائيلي" والأميركي. وحسب أبو عطا فإن سلطات الاحتلال تسابق الزمن لتمكين العاصمة "الإسرائيلية" المقدسة وتغييب الوجود العربي الإسلامي بالمدينة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

كليات عسكرية

وفي سبتمبر/أيلول المنصرم وضع حجر الأساس لبناء مجمع الكليات العسكرية في القدس الغربية، بحضور وزير (الحرب) أفيغدور ليبرمان ورئيس بلدية الاحتلال نير بركات اللذين أكدا أن هذا المجمع يندرج ضمن مشروع القدس العاصمة التاريخية الأبدية لـ"إسرائيل"، وستبلغ تكلفته 1.5 مليار شيكل (نحو 440 مليون دولار".

وفي تعليقه على خطورة هذا المشروع بالتحديد قال المستشار الإعلامي المختص بالشأن "الإسرائيلي" محمد مصالحة إنه مع احتفال "إسرائيل" بمرور خمسين عاما على احتلال القدس، تحاول الأذرع المختلفة نقل أهم المؤسسات إلى المدينة. والهدف من نقل الكليات العسكرية بالتحديد إبراز القوة العسكرية، وإحاطة القدس بذراع أمني ضخم للافتخار بالقدس كعاصمة تتمتع بالأمن والأمان.

وأضاف مصالحة في حديثه للجزيرة نت أن "إسرائيل" تعتقد من خلال بناء الكليات العسكرية بالقدس أنها ترد على العمليات التي تنفذ ضدها، وترهب المقدسيين بأن كل أذرع الجيش متواجدة في المدينة، حيث يتعلم في هذه الكليات ويتخرج منها آلاف الجنود الذين يلتحقون بتخصصات مختلفة في سلاح الجو والمدفعية والمخابرات والشاباك والموساد، بالإضافة إلى وحدة السايبر المسؤولة عن مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر : وكالات