لبنانيات >أخبار لبنانية
قائد الجيش في الكويت تنفيذاً لروما - 2
قائد الجيش في الكويت تنفيذاً لروما - 2 ‎الثلاثاء 10 04 2018 08:03
قائد الجيش في الكويت تنفيذاً لروما - 2

جنوبيات

لم تتأخر تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت حول معاودة النشاط العسكري فوق الاراضي السورية، في ايجاد ترجمتها العملية على الارض، عبر الاغارة على مطار تيفور العسكري السوري، مستهدفا تجهيزات حديثة جهّزت بها القاعدة بعد ان دمر سلاح الجو الاسرائيلي برج المراقبة الرئيسي شباط الماضي، بثمانية صواريخ «كروز» جو ـ ارض حملتها اطلقتها طائرات «اف 15» من فوق المياه الاقليمية اللبنانية، حيث تردد ان الصواريخ عبرت اجواء منطقة كسروان، بعد الحديث عن تحليق طائرات «اف35 » الاسرائيلية في الاجواء اللبنانية منذ 15 يوما في طريقها نحو ايران، في وقت ارتفع منسوب الحديث عن استعدادات اميركية ـ اوروبية لتوجيه ضربات عسكرية موضعية ضد النظام السوري.
استباقا لتلك الاجواء الملبدة، كان كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقناة «تي.في. 5» ومحاولته تحييد لبنان عن العاصفة الاقليمية المقبلة وتجنيبه البلاد الحرب الخارجية التي قد تطالها، في وقت يتابع فيه قائد الجيش خطته لتحسين وتطوير قدرات الجيش اللبناني، بعد الانجاز الذي حققه في روما2، والتي تقوده اليوم الى دولة الكويت في رحلة تستمر ليومين.
زيارة تأتي في وقت حساس ودقيق، وعشية كلام «كبير» لرئيس الجمهورية تؤكد مصادر وزارية، ان الدولة اللبنانية هي صاحبة السيادة الوحيدة على كامل التراب اللبناني، وهي غير معنية بالاعتداء على احد الا انها لن تقف ساكتة امام الهجوم عليها، ما يضع المجتمع الدولي وبخاصة اصدقاء لبنان المشاركين في مؤتمر روما 2 امام مسؤوليتهم بتأمين الدعم العسكري اللازم للجيش اللبناني للقيام بواجبه في الدفاع عن لبنان والالتزام بالقرارات الدولية، بعدما قدموا له الغطاء السياسي اللازم، خصوصا ان كلام الرئيس عون يأتي وبحسب المصادر، بعد تطمينه الجهات الدولية بأن الدولة اللبنانية عازمة على بحث الاستراتيجية الدفاعية عقب فراغها من انجاز الانتخابات النيابية، وهي خطوة لاقت ارتياحا لدى الدول المانحة وادت الى نجاح المؤتمرات الدولية المنعقد اخيرا.
واذا كانت غلة «سيدر1» قد جاءت اكثر وضوحا لجهة الالتزام المعنوي المشروط حتى الساعة، نظرا لطبيعة المساعدات المقدمة، على ما تؤكد المصادر الوزارية، وارتباط ذلك بموضوع ابعد من مسألة الاصلاح وهو تقديم الدراسات التفصيلية للمشاريع التي سترصد لها الاموال، في ظل الحديث عن «اعتمادات» دولية تعود لباريس 2 و3 لم تصرف وما تزال محجوزة نظرا لتقاعس الدولة عن القيام بواجبها في هذا الخصوص، فان مياه روما2 جاءت لتكذب الغطاسين الذين غمزوا من قناة فشله وعدم احرازه اي انجاز.
فقد بينت نهاية الاسبوع ان مقررات المؤتمر بدأت تجد طريقها للتنفيذ، بالرغم من الطبيعة «السرية» التي احيطت بها التقديمات نظرا لانها تتعلق بمواضيع عسكرية وامنية، بحسب المصادر الوزارية، والتي اشارت الى ان النقطة البارزة في مقررات المؤتمر والتي فاتت الكثيرين هي اتفاق الدول المشاركة على ان تكون الاتصالات ثنائية بين الدولة اللبنانية والدولة المانحة على صعيد تأمين المساعدات المطلوبة وفقا لما تطلبه الدولة اللبنانية، وفي هذا الاطار كان اول الغيث من الامارات العربية المتحدة.
حيث ان الـ 200 مليون المقدمة مناصفة بين الجيش اللبناني والقوى الامنية، حيث علم ان حصة الجيش ستصرف لتمويل بعض الحاجات الاساسية التي سيتم التعاقد حولها، علما انه سبق للامارات ان قدمت مساعدات عينة سابقا وصفت بالنوعية، من سربي طوافات البوما والغازيل المجهزة بقاذفات صوارخ هوت، زوارق وقطع بدل لها، دبابات M60، قاطرات أجهزة إشارة، وكذلك كميات «مهمة» من الذخائر خلال معركة نهر البارد وعشرات الاطنان من الحاجات اللوجستية من منشآت مسبقة الصنع، ودروع وغيرها، فضلا عن الدورات التدريبية لضباط من الجيش اللبناني.
وليس بعيدا عن ذلك يغادر اليوم قائد الجيش العماد جوزاف عون الى دولة الكويت في زيارة تستمر ليومين تلبية لدعوة رسمية من رئاسة الاركان الكويتية وفي اطار جولات يقوم بها في عدد من الدول العربية بعد توليه القيادة، ومتابعة لمؤتمر روما 2 الدولي لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية والذي شاركت فيه دولة الكويت من بين 40 دولة، ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات عسكرية للقائد لبحث سبل رفع مستوى التعاون العسكري ومجالات تطويره، خصوصا وان الجيش الكويتي يتمتع بقدرات مهمة يمكن الاستفادة منها، ولان التعاون العسكري بين جيشي البلدين «جيد» على مستويات التدريب وتبادل الخبرات، حيث يتابع ضباط كويتيون دورات عسكرية في كلية فؤاد شهاب للاركان في بيروت والعكس، كما ان الجانبان قد شاركا في مناورات مشتركة تجري في الاردن والمعروفة بالاسد المتاهب سنويا.
وتكشف مصادر وزارية الى ان محادثات قائد الجيش تأتي استكمالا لتلك التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال رحلته الاخيرة الى الكويت والتي تناولت في جانب اساسي منها دعم القوات المسلحة اللبنانية، مشيرة الى ان المساعدات الخليجية مهمة للبنان نظرا الى ان اسلحة تلك الجيوش بغالبيتها العظمة اميركية، وهي شبيهة بتلك التي يستخدمها الجيش اللبناني، حيث ان 90 بالمئة من عتاد الجيش اللبناني اميركي الصنع كما ان حوالى 75 بالمئة من ضباطه يتدربون في الولايات المتحدة، ما يسهل على العسكري اللبناني التعامل مع الاسلحة المحققة وادخالها الخدمة بسرعة قياسية.

المصدر : ميشال نصر | الديار