لبنانيات >أخبار لبنانية
الولادة القيصرية وغياب الوزارة السيادية
الجمعة 1 02 2019 10:40نضال شهاب
ها قد أطل علينا العام الجديد حاملاً معه أماني وأمنيات ، طموحاتٍ وأحلام قد تكون أوهام ببناء وطنٍ بأيديولوجيا موحدة ، وطن يحميه أبناؤه لا تتحكم به طبقةٍ سياسية تعمل لدى الطوائف أو لربما الطوائف تعمل لديها .
نستبشر خيراً بحكومة فيها أربع من النساء
أخيراً وبعد جهدٍ جهيد من تشاوراتٍ وإتهامات وتجاذباتٍ وتحديات ...أتت الحكومة الجديدة وإن كانت متأخرة ، المهم أنها أتت ، وتأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي أبداً، الحكومة الجديدة تشكلت ، تفصلت ، خيطت على مقاسات واذواق هذا وذاك .
لم تولد الحكومة تلك ولادة طبيعية بل كانت قيصرية جاءت بعد مخاضٍ عسير ، ولادةُ طفلٍ بريء لم نعرف خيره من شره بعد ، وإن كنا نعرف أن بعض أفرادها حملوا من قبل بعض حقائبها ولم يحركوا ساكناً .
نستبشر خيراً فالحكومة الجديدة ستكون متميزة عن من سبقها من حكومات ففيها أربع من النساء ، فوزيرة الداخلية سيدة ، وهذا مؤشر حسن فقد أبلت الوزيرة ريا الحسن في توليها وزارة المال بلاءً الى حدٍ ما حسن .
حكومة نأمل أن تؤدي مهامها كما يجب ، لا أن يكون أفرادها أحجار شطرنج تُحرك وتُدار بحسب أهواء تياراتها وحركاتها وأحزابها وطوائفها ...
نحن متفائلون على قاعدة تفائلوا بالخير تجدوه ، لا نريد أن نستبق الأمور على الرغم من أننا نعلم أنه في انتظار العتيدة تلك عدة تراكمات وتحديات إقتصادية وبيئية ومالية...
فالدين العام قارب ال 84 مليار دولار ، وبات لبنان الأول بين الدول العربية في الدين العام والرابع عالمياً وهذا مؤشر غاية في الخطورة فبعد التقارير التي صدرت نجد أنه على الحكومة أن تعمل بسرعة وجدية كي تواجه الدين العام ، العجز في الكهرباء ، العجز في ميزان المدفوعات ، التضخم الذي الذي أنتجته سلسلة الرتب والرواتب ،الفقر، العجز التجاري، تراجع القدرة الشرائية والبطالة ...وغيرهم من الإرهاصات التي تُلقي بظلالها على المواطن الذي يُذبح يومياً عشرات المرات وبات مدمناً على الصمت ولم يعد يحسن البكاء .
وبحرقةٍ نقول أنه على الحكومة الجديدة أن تعي أن أزمة النفايات باتت أمراً لن يسكت عليه بعد الأن، فلبنان وللأسف الأول في العالم بنسبة تفشي مرض السرطان بين أبناءه.
عليها أن تعمل كي تعيد نشاط مصرف الإسكان وضرورة صرف القروض لمستحقيها فقط.
أما عن أزمة الكهرباء فلا نرى أنه يجب علينا أن نلفت نظرها تجاه هذا الأمر إلا إذا
كانت حكومة لا ترى .
وبما يتعلق بالبنى التحتية فحدث ولا حرج فهناك الكثير الكثير من مشاريع البنى التحتية الملحة تنتظر هذه الولادة علها ترى النور .
الصحة والإستشفاء والماء والدواء ، التربية والتعليم ، البيئة ، الزراعة ، الصناعة والإقتصاد...وتطول لائحة المطالب والحاجات ويبقى جيل الشباب متسكع على أبواب السفارات ينتظر تأشيرة الى هذا البلد أو ذاك .
نريد حكومة للوطن والشعب لا للطوائف والتيارات والمحسوبيات، حكومة حاضرة ، قادرة ، جاهزة ، متمكنة وعادلة ...
ترفع الظلم عن المواطن وتأخذ بيده الى بر الأمان ، حكومة تجذّر المواطن في أرضه ، تمنع عنه الهجرة الجوع وتؤمن قوته دون استعطاء...
وزارة التخطيط أين هي؟
وزارة التخطيط أين هي ، أوليست من أهم الوزارات التي تُعتبر وزارة سيادية بإمتياز وحاجة ملحة لكافة الوزارات نظراً لما توفرة على الدولة من هدرٍ وسرقات نواجهها يوماً في مختلف القطاعات والوزارات .
لوزارة التخطيط أهمية كبيرة فهي أم الوزارات نظراً لما لها من شأن ودور مهم تلعبه في التخطيط والتنفيذ وإعادة النظر في تمركز المال والسلطة في أن .
دور وزارة التخطيط يا كرام التي لم يتم إحياؤها من جديد لإعتبارات ومصالح شخصية محوري وضروري ويشمل عدة أمور باتت ضرورية في وطنٍ تعددت فيه المجالس والصناديق والمؤسسات ...
لتلك الوزارة السيادية مهام عديدة منها إجراء البحوث والدراسات والتخطيطات والمراجعات وتطوير السياسات الإقتصادية وإعداد الخطط الطويلة والقصيرة الأمد ، إعداد خطط التعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية والعالمية ، مراقبة عمل وتقييم الأداء الإقتصادي لمختلف قطاعات الدولة ، جمع وتصنيف البيانات اللازمة للتخطيط الإقتصادي وتنظيم الإستفادة منها وتزويد الأجهزة المعنية بها ...
دورها رئيسي ولا يقل أهمية عن دور أي وزارة من الوزارات الثلاثون الذين نأمل أن يكون لكل منهم دائرة للتخطيط .
نستبشر خيراً رغم الجراح ونأمل بعد تشكييل الحكومة العتيدة أن نرى الإبراء المستحيل وأن نلحظ التغيير.