تعوم حاروف منذ اكثر من عشرين يوما بالنفايات التي حولت احيائها مكبات عشوائية، يجتاحها البعوض وتفوح منها الروائح الكريهة التي باتت تهدد صحة ابناء بلدة تعتبر من اكثر بلدات النبطية معاناة، وأزمات تبدأ بأزمة البلدية التي حُلت بعد انتخابها، الى ازمة المياه لتنته اليوم مع ازمة النفايات التي برزت للواجهة بعد قرار الشركة الطلب من البلدية تقاضي مبلغ ٦ ملايين ليرة شهريا لقاء بدل رفع النفايات من الطرقات، ونقلها الى مكب خارج البلدة بعد اقفال مكب سكران داخل البلدة.

قرار الشركة المفاجئ والمباغت في نفس الوقت يطرح سلسلة اسئلة حول مصير معمل الكفور المقفل على ازمة منذ قرابة الثلاث سنوات، وعن دور اتحاد بلديات الشقيف في ادارة ومعالجة ازمة النفايات التي خلقت ٢٩ مكبا في القرى، وتغافل عن حل الفرز من المصدر ناهيك عن تراخي الجهات السياسية في التعاطي مع هذه الازمة الخطيرة التي تهدد حياة الناس، وتلوح بانتشار الامراض الخطيرة، وتعيد بعض المصادر الطبيبة الى ان الازمات القلبية وانتشار السرطان بين الناس هذه الايام سببه النفايات وروائحها وعصارتها التي تتسرب للمياه الجوفية والاتربة.

لم تكد حاروف تتنفس من انتهاء ازمة النفايات واقفال المكب داخلها الذي كلف البلدية بحدود الـ٢٢٠ مليون ليرة، مبلغ كان يمكن للبلدية استثماره باقامة معمل للفرز والتخلص من الازمة نهائيا، حتى قفزت الازمة مجددا للواجهة، تحولت الطرقات مكبات، والاحياء مكبات ، وسط غياب اي تحرك رسمي ضاغط باتجاه الحل، وحدها الـ٦ مليون ليرة الشهرية للشركة هي الحل، علما ان الشركة وهي شركة عياش_جزيني التي رست عليها مناقصة جمع النفايات، يفترض بها وفق العقد المبرم مع الاتحاد تقاضيها مليار و١٠٠ مليون ليرة من الاتحاد ولا يحق لها تقاضي اموال من البلديات التي تدفع الاموال للاتحاد، الا ان المصادر اكدت ان الـ٦ مليون ليرة ستدفع عبر فاتورة "برانية" وما ان تدفع البلدية حتى ترفع النفايات، ما يعني ان النفايات باتت تجارة مربحة، وهذا يؤكد سبب تقاعس الاتحاد وغيره عن فتح المعمل لتحقيق مزيد من المكاسب المادية ولو على حساب اهالي حاروف وغيرها من البلدات الذين رفعوا الصوت وبداو يطالبون برفع الغبن عنهم والتحرك لمعالجة الازمة فهل يفعلها الاتحاد ويتخذ لاول مرة قرارا جريئا في عهده ويعاقب الشركة لاخلالها بالعقد. واين يقف قرار المحافظ الذي يتولى ادارة البلدية منذ حلها، فلم يخرج عنه اي موقف للحل، فهل كتب على حاروف العقاب والازمات