عام >عام
نعيم عباس الفرح في «العسكريّة»!
الثلاثاء 5 07 2016 10:39لينا فخر الدين
لم تعد مجدية مراقبة حركات نعيم عباس، ولا حتّى استهزاؤه بكلّ شيء. ملّ الجالسون دوماً على مقاعد المحكمة العسكريّة من رجل ضاحك يدخل قاعة المحكمة مرتين شهريا، على الأقلّ.
في أقل من أسبوع، كانت للإرهابي الشهير إطلالتان من القاعة نفسها. الضحكة نفسها واللامبالاة أيضاً. المشهد يتكرّر بما فيه غياب وكيل الدّفاع عن «أبو إسماعيل».
في كلّ مرة، يعد عبّاس بتوكيل محامٍ، من دون أن يفعل. بالأمس، جدّد الوعد، ورمى المسؤولية على كتف «العسكريّة» حينما توجّه إلى رئيسها العميد خليل إبراهيم قائلاً: «كان من المفترض أن يزورني كاتب العدل الجمعة الماضية في السجن، ولكنّني كنتُ عندك. ثمّ أرجأ الزيارة إلى اليوم (أمس)، إلا أنني كما ترى أنا عندك أيضاً».
حاول مهندس التفجيرات الإرهابيّة التي وقعت في الضاحية الجنوبيّة أن يكمل مزاحه، حينما قال لإبراهيم: «من الممكن أنّه قد غاب عن ذهنك، أنني «بنبسط كتير» حينما آتي إلى المحكمة، وحتى لو أتيت كلّ أسبوع»!
بعد دقائق من خروج عبّاس، دخل «زميله في الكار» علي اللقيس الملقّب بـ «أبو عائشة» الذي اعترف منذ أشهر قليلة بعد إلقاء القبض عليه وهو يحاول مغادرة الأراضي اللبنانيّة، بأنّه هو من أعدم الجنديّ الشهيد محمد حمية بإطلاق النار على رأسه من مسدس من طراز «غلوك».
وقف الشاب بشعره الأسود المجعّد يسمع أسماء المدّعى عليهم في الملفّ نفسه، وبينهم أمير «جبهة النصرة» في القلمون الغربي أبو مالك التلي. لم تُسمع كلمة «حاضر» إلا على لسان «أبو عائشة»، فيما الباقون سيحاكمون غيابياً.
وبرغم أنّ الجلسة لم تعقد لإبلاغ المدّعى عليهم لصقاً على اعتبار أنّها الجلسة الأولى، توجّه إبراهيم إلى اللقيس قائلاً: «أنت قاتل العسكري الشهيد»، فردّ الموقوف بصوتٍ بالكاد يسمع: «أنا متّهم.. وإن شاء الله بريء».