عام >عام
من هو "أبو عريضة" ومن يحميه في صيدا؟
الخميس 14 11 2019 21:40توجّه المتظاهرون في صيدا، يوم الأربعاء، من ساحة اعتصامهم في تقاطع إيليا باتجاه شارع رياض الصلح حيث تجمّع المصارف والصرّافين بهدف إقفال محالّ الصيرفة بعد انتشار ظاهرة السوق السوداء في المدينة ووصول سعر صرف الدولار إلى ألفي ليرة لبنانية. وصل المتظاهرون إلى محل يملكه الصراف حسن ط، الذي توجّه لهم بعبارات وحركات نابية، قبل أن يؤازره "أبو عريضة" الذي كان يجلس داخل المحل .
وما إن همّ الغرمتي بالتهجم على الجموع، حتى عاجله المتظاهرون والمتظاهرات بالضرب واللكمات. ابنه سارع لنجدة والده، فنال نصيبه من الضرب.
"أبو عريضة" هو محمد غرمتي من صيدا. كان إبان الحرب اللبنانية مسؤولاً في "حركة فتح" في صيدا القديمة، وكان عضواً في الجهاز الأمني الذي تأسس بداية السبعينات لحماية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي سمي في حينها "أمن الـ 17".
سجل محمد غرمتي معروف من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، نظراً لارتكاباته المتكرّرة، إذ يُنسب إليه إحراقه كنيسة الموارنة في صيدا، وضربه بوحشية النائب الأبرشي المونسنيور يوحنا الحلو، وذلك على أثر قصف ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة الرائد المنشق سعد حداد المدينة .
في العام 1982 اتهم "أبو عريضة" باغتيال القيادي في "التنظيم الشعبي الناصري" رفيق بشاشة والتسبّب باشتباكات عنيفة، ويُحكى أنّه قصف مراكز تابعة للتنظيم كائنة في أحياء مأهولة، فتسبّب بمقتل وجرح الكثيرين، وبدمار كبير طاول المنازل والمحال والمنشآت العامة. وعندما اجتاح الإسرائيليون مدينة صيدا في العام نفسه، خال أبناء المدينة أنّ الغرمتي سوف يقتل أو يلوذ بالفرار، أو أقلّه يُسحن، لكنهم فوجئوا به آمراً ناهياً بعدما شكّل عصابة من العملاء تتلقى دعماً مباشراً من "الموساد"، وقيل يومها إنه كان قادراً على "فك المشانق" في تل أبيب. وعندما انسحبت القوات الإسرائيلية من صيدا في العام 1985، كان أول المغادرين.
كان يُفترض بالدولة اللبنانية أن تعلّق أعواد المشانق للمتعاملين الذين كان "أبو عريضة" على رأسهم، ولكنّه عاد إلى المدينة عودة "الفاتحين"، من خلال تعاونه مع أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخطف العميل أحمد الحلاق المتّهم بعدة اغتيالات وأعمال إرهابية في الضاحية الجنوبية لبيروت وسواها، ليستقرّ في قبضة السلطات اللبنانية. والمعروف أنّ حلاق حوكم ونُفّذ حكم الإعدام فيه بعد إدانته بارتكاب مجزرة صفير في العام 2001، وحصل في المقابل الغرمتي على حريته.
الغرمتي الذي عُرف أثناء الاحتلال الإسرائيلي لمدينة صيدا بتعامله مع الإسرائيليين، سُجن بعد "شهر العسل" مع تل أبيب في السجون الإسرائيلية، ومن ثمّ تمّ الإفراج عنه ضمن صفقة لتبادل الأسرى. يُذكر يومها أنّ "حزب الله" رفض أن يرد اسمه على لائحة التبادل نظراً لماضيه المشبوه، ولكن تدبّر في نهاية المطاف أمر نقله عبر سيارة إسعاف بذريعة تعرّضه لوعكة صحية طارئة. بعد ذلك مثل الغرمتي أمام المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالسجن لمدة سنتين، وبعد خروجه من السجن التجأ إلى أحد الأجهزة الذي رخّص له سلاحه الفردي، وهو غالباً ما يردّد أنّه محمي جداً من دون أن يفصح عن هوية حمايته.
انضمّ أبو عريضة إلى مجموعة أحمد الأسير. ويُتّهم بأن له دور في الاشتباك بين أصحاب المولدات قبل عامين الذي أودى بقتيلين.
وهو يقضي نهاره بين "فانات" بيع القهوة يمتلكها أولاده في ساحة النجمة بصيدا، وبين محالّ الصيرفة والمسجد.