عام >عام
حراك فلسطيني يلاقي الهواجس اللبنانية بعد رسالة تحذير من استغلال عين الحلوة
الاثنين 18 07 2016 10:03
يفتح الاسبوع الجاري أبوابه على حراك فلسطيني لافت، يأتي في ظل التحديات التي تواجه المخيمات على خلفية المخاوف من توتير أمني يطال الساحة اللبنانية بعد تفجيرات "القاع" الانتحارية، يزيد من حيويته زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد برفقة رئيس الادارة العسكرية اللواء يوسف دخل الله وعضو المجلس الثوري اللواء كمال الشيخ، بعد ايام قليلة على لقاء جمع مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود ووفد من اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب حيث تبلغ رسالة تحذير من خطورة استغلال مخيم عين الحلوة او الانطلاق منه للقيام باي عمل ارهابي ضد الاستقرار اللبناني.
هذه الرسالة اللبنانية، استدعت استنفار القوى الوطينة والاسلامية التي قررت ان تعيد تفعيل دور "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" في لبنان، كي تواجه التحدّيات التي تهدد المخيمات، تماما مثلما فعلت قبل سنوات، حين اطلقت المبادرة الفلسطينية الموحدة لحماية المخيمات والحفاظ على العلاقات مع اللبنانيين في ظل استفحال مخاطر الفتنة المذهبية ونجحت الى حدٍّ ما حتى اليوم في ذلك، وارتفعت وتيرة التنسيق السياسية والامني لمتابعة اي معلومة قد تشكل خطرا على المخيم والجو اللبناني.
وفي هذا السياق، أبلغت مصادر فلسطينية "النشرة" ان اللجنة الامنية وضعت نفسها في حالة استنفار سياسي وأمني وهي قررت عقد اجتماعات دورية لمتابعة الاوضاع الامنية المستجدة على ضوء الهواجس اللبنانية التي تبلغتها من العميد الركن حمود والتي قرأتها بانها رسالة "حرص وتنبيه اكثر منه تهويل وتهديد"، وعلى قاعدة عدم نسيان كل الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية واللجنة الأمنيّة العليا خلال السنوات الماضية في تحصين الامن في المخيم والجوار، ولا على قاعدة أن القيادة الفلسطينية مقصرة ولا تقوم بدورها، او أن المخيم مأسور ومختطف من قبل "مجموعات إرهابية" سيطرت عليه او بناء على أن عملا "إرهابيا" يُحضَّر في مخيم عين الحلوة الآن لاستهداف الجوار، وإنما سياق اللقاءات المتواصلة بين الطرفين للبحث في آلية التنسيق والتعاون ومتابعة أي معلومة أو حتى إشاعة أو تلميح حول وضع أمني ما محتمل في المخيم.
واكدت المصادر، ان اللجنة الامنية وكما في كل مرة خلال السنوات الماضية، تأخذ المعلومة أو الإشاعة أو التخوف الذي يبديه العميد الركن حمود على محمل الجد وبمسؤولية عالية، وتتابع ذلك بالتنسيق الدائم معه حتى يتم تحرير الموضوع والتأكد من عدم وجود أي تهديد أو التعامل معه بحزم وعليه فعندما استعرض العميد حمود ومن موقع حرصه على المخيم وأبنائه كما كان دائما، المعطيات والتخوفات المتعلقة باحتمالية وجود تهديد للجوار انطلاقا من مخيم عين الحلوة، إنما انطلق من حرصه على أن نواجه ذلك سويا الموضوع كالعادة، حتى لا نسمح لأحد باستهداف المخيم والجوار.
في ظل هذا التنسيق، جاءت زيارة الاحمد المقررة مسبقا لتزيد التعاون الفلسطيني اللبناني متانة، وقد اكدت مصادر فلسطينية لـ "النشرة" ان الاحمد سيخصص الجزء الاكبر من زيارته للقاء القوى الفلسطينية وبحث سبل تحصين الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية وخاصة عين الحلوة، على ضوء المخاوف من توتير قد يطال الساحة اللبنانية، وقد تكون المخيمات منطلقا لها او يتم استغلالها.
في المحصّلة، هو استنفارٌ لبنانيٌ فلسطيني بدأ يطفو على السطح، على وقع الهواجس التي تتزايد يومًا بعد آخر من إمكان استخدام المخيمات كمنطلق للمزيد من التوتير، استنفارٌ لا بدّ أن يتطور إلى التعاون الكامل، حتى تضع الأجهزة الأمنية يدها على كلّ من تسول له نفسه العبث بالاستقرار، أينما كان وإلى أيّ جهةٍ انتمى...