أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
ماذا قال اللواء ابراهيم حول تسوية الاسير؟
السبت 23 01 2016 14:56لارا الهاشم
كم من ام تمنت وهي تحادث اللواء عباس ابراهيم في اجتماع اهالي شهداء عبرا وبحنين يوم امس، ان تصفي دماء احمد الاسير بيديها. لم يقتصر اجتماع الخمسة واربعين دقيقة معه على المعطيات السياسية ومستجدات الصفقة التي يحكى عنها لاطلاق العسكريين المخطوفين لدى داعش مقابل اطلاق احمد الاسير. بل اخرج كل قلب محروق ما في داخله، بعدما فقد اهالي الشهداء الثقة باستقلالية القضاء ونفذت كل وسائلهم. فكان جواب اللواء لهم: "ما من قنوات اتصال مفتوحة مع داعش حتى الساعة لكن اطلبوا العدالة". فذكرت سميرة بو صعب بالا ثقة للاهالي بالسياسسن. بالحرف الواحد قالت له: هودي ما الن امان لأنن فاسدين وبيمشوا مع اللي بيدفعلن اكتر، فكأنو الدولة عمبتقلنا خدو حقكن بايديكن. اذا هيك انا بقتل احمد الاسير بايديي وبفوت عالحبس 5 سنين وبطلع من بعدا".
لم تكن سميرة الوحيدة التي تمنت ان تشفي غليلها فابنتها جومانا تخيلت كم من شخص سيكون في انتظار الاسير ليشرب من دمه، اذا ما خرج من السجن، ولما تسألها عما دار من نقاش خلال اجتماع ال 45 دقيقة تقول لك ان كل من ذووي الشهداء استفاض في تمنياته واحلامه للانتقام من الاسير. تخبرك انها اهدت اللواء عباس ابراهيم كتيّبا حول مسيرة شقيقها المغوار جورج العسكرية. فجورج بو صعب خدم في الفوج منذ ان كان ابراهيم قائدا له وقد عرفه عن كثب. رأت في عيني القائد تأثرا على مغواره وحمّلته الكتيّب امانة حتى لا ينسى كلما نظر اليه او تصفّحه ان مثل هذا الشخص لا يجوز ان تذهب دماءه هدرا.
خوف اهالي الشهداء لا ينبع من العدم، ففي بلد اعتاد فيه العسكريون المساومة عليهم منذ احداث نهر البارد مرورا بعبرا وصولا الى حادثة عرسال الاولى والمعركة الثانية وما بين هذه الاحداث، لا يبقى للشهيد سوى دفاع اهله عن شرف دمائه المسفوكة. فالتسريب حول ورود اسم احمد الاسير في لائحة التبادل لدى داعش وتأجيل استجوابه اربعة اشهر احدث توجسا لدى الاهالي. هم يستشعرون ان امرا يطبخ وان ثمة محاولة للتوصل الى سلة سياسية تخرج الاسير من السجن بين ليلة وضحاها كما خرج من عبرا.
يؤكد اهالي الشهداء ان خشيتهم ليست من رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل ابراهيم الذي قطع الطريق على اي شك واكد لهم ان التسوية غير مطروحة بالنسبة اليه. فالعميد ابراهيم هو اب لضابط وشرف البذة عنده اسمى من كل الاعتبارات كما ينقل عنه احد اهالي الشهداء والمساومة على كل من اسقط نقطة دم غير واردة.
ولا يشككون ايضا باللواء ابراهيم الذي تعهد لهم بأنه سيستقيل عبر شاشات التلفزيون في حال طرحت اي تسوية سياسية على حساب قتلة الجيش وذلك ردا على سؤال حول مصير الملف في حال تعرض لضغوط سياسية. فبالنسبة للواء لا تسوية على من لطخت يداه بدماء الجيش.
مشكلة هذه العائلات الثكلى، هي تلك الدولة التي عودتهم ان تبيع وتشتري دماء ابنائهم وتتقاسم على ثياب عسكرييها وابطالها. خوفهم هو من بعض تلك الطبقة الذي يحلّل ويحرّم المعادلات على هواه وحسب اهوائه، هذا البعض الذي يعمل على طبخ تسوية لصالح فضل شاكر واحمد الاسير ونعيم عباس. وبالتالي فان عيون هذه العائلات التي روت بدماء اولادها ارض الوطن ستبقى ساهرة حتى لا تتكرر تجربة نهر البارد.