بأقلامهم >بأقلامهم
المستقبل الإفتراضي "Metaverse" تحدٍ جديد أمام القيادات التربوية في لبنان..
جنوبيات
من لم يتقدم في هذه الحياة فهو يتأخر،
هذه القاعدة تنطبق على عمليات التعلم والتعليم التي تشهد ثورات تكنولوجية مستمرة .
ان الوعود التي تحملها التكنولوجيا الجديدة في مجال التعليم من خلال ما يسمى “بالميتافيرس Metaverse” له ما له وعليه ما عليه.
ومن يراقب ويتابع الشركات والمؤسسات العالمية يرى مدى الشغف والتنافس فيما بينهم للذهاب الى عالم الأبعاد الثلاثية أو ما بات يعرف بعالم الميتافيرس وكما يقول مارك زوكربيرغ مؤسس فايسبوك: عندما تكون في اجتماع عبر ميتافيرس ستشعر وكأنك في الغرفة مع الاخرين وتتواصل بعينيك وتمتلك إحساسا مشتركا بالمساحة وليس مجرد النظر الى شبكة من الوجوه الى الشاشة .
نعم إننا مقبلون على واقع افتراضي سيشمل معظم جوانب حياة الإنسان في العمل والبيت والامن والتعليم وغيرهم …إننا امام منظومة حياة جديدة مبسطة وجاذبة.
ولن أخوض في مقالتي هذه في تفاصيل إيجابيات او سلبيات الميتافيرس ، لأنني أؤمن بأن العلم ذو حدين والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع " والمقصود هنا العلم الذي لا يقترن بالتقوى والأخلاق .
وكلنا يتذكر عندما ظهر الكومبيوتر والإنترنت ووسائل التواصل كيف كان البعض بين مؤيد ومعارض، حتى غدت امراً واقعاً لا بل من ضرورات الحياة.
لذلك فان تركيزنا سيكون على الأهمية العلمية للواقع الإفتراضي وكيفية إستثماره في التعليم لأننا نحن التربويون مجبرون على النظر الى المنظومة التعليمية بشكل مختلف لإيجاد طرائق جديدة لحل مشاكل قديمة او مستحدثة ، لذا لا بد من البحث والاستفادة من الابداعات المفيدة وتصميم التغير الايجابي الذي يساهم بتحسين جودة التعليم وجعل أنظمتنا التعليمية ومدارسنا اكثر تماسكا من دون أن ننسى الجزء الأهم وهو تحديد المهارات التي يحتاجها المعلمون ونعززها لديهم وفيما بينهم .
إن واقع الميتافيرس قادم قادم وسيدخل بيوتنا وحياتنا دون إستئذان ومن خلال أوسع الابواب عبر أحدث التقنيات التعليمية المؤثرة ، إنها تقنية الأبعاد الثلاثية المحسوسة والملموسة وسيكون زمن العلاقات الإفتراضية المفتوحة الحدود ، مما يعني مزيداً من الإدمان على الاجهزة الذكية ،والتي ستصنع شخصيات خيالية مبهرة لتكون قدوات ورموز لأولادنا.
لذلك يجب التحضير والتحصين بقناطير الوقاية قبل ان تسحقنا امواج التغيير السلبية القادمة .
فالقادم صادم ان لم نتجهز لهذا التحدي الجديد في مجتمعاتنا وهنا دور المعلم والمدرسة والأهل في التعلم والتعليم والوقاية من السلبيات والاستفادة من الإيجابيات دون أن ننسى الدور الرئيسي لوزارة التربية التي يجب ان تعمل وتسعى لأكبر عملية تغيير في المناهج والمقررات لتواكب وتسير مع موجة العلوم القادمة حتى لا نفقد الركب والمركب .
نحن في لبنان للاسف تعودنا ان تسبق الجهود الفردية المؤسسات الحكومية بالافكار والتجهيز والتطبيق .
لذلك فانني أتوجه الى مدراء المدارس والقيادات التربوية في المؤسسات التعليمية ان يتحضروا للحياة الافتراضية وذلك من خلال :
١- زرع وتعزيز قيمة العلم وربطها بالاخلاق والتربية وتقوى الله في نفوس طلابنا .
٢- تعزيز فرق المبرمجين والمطورين في مدارسنا .
٣- رصد ميزانية عاجلة للمستلزمات الضرورية التي ستستجد .
٤- ضرورة اعتماد تعليم البرمجة كمادة اساسية في المناهج .
٥- اعتماد ٤ ايام حضوري في المدارس وتعديل المناهج على هذا الاساس .
٦- انشاء شبكات تربوية افتراضية تساعد في تبادل الخبرات والمعرفة والتدريب.
٧- اخيرا إجراء البحوث والدراسات بإستمرار عن جديد ميتافيرس للمواكبة والتطوير.
ان استشعار التحدي القادم يضع المعلم أمام مهارات جديدة ليكون في مقدمة الركب حتى يكون التغيير السليم على يديه ، كما ان معظم المشاكل التي واجهت المعلمين في التعلم عن بعد مثل التفاعل المباشر بين المعلم والتلميذ اضافة الى ضعف التقييم والمتابعة كلها ستزول مع الواقع الإفتراضي .
نعم مهما كانت العقبات فإنها لن توقف معلم الاجيال عن آداء مهمته.
فتحية إجلال وإكبار لمعلم الأجيال . المناضل والمكافح والمتجدد دائما كتجدد الحياة.