تتزايد الحركة والاتصالات تجاه الانتخابات، والتحضيرات تجري في أكثر من جهة على قدم وساق، وضغط دولي وشعبي تجاه إجرائها في موعدها، وانسحاب قطب أساسي منها وفريقه يترنح بين أنْ يترشّح مستقلاً أو يلتزم بقراره ويعزف عن الترشيح، وكل ذلك في مكان وعين المطبخ الرئيسي للسياسة اللبنانية في مكان آخر.

لن تسمح القوى الحاكمة للقرار السياسي والمرافق الرسمية في لبنان بتمرير انتخابات تكون سببا للتغيير في منظومتهم، ومَنْ يظن ان الانتخابات قد حُسِمَ أمرها وسوف تجري، ولم يعطي اهتماماً لما تفكّر به المجموعة الحاكمة فهو مخطئ، لأنّ الانتخابات ربما تجري وربما لا، وهذا الاحتمال ليس اعتباطياً، بل نتيجة قراءة للمشهد الحالي وما ستؤدي اليه الانتخابات.

فهل ترضى منظومة حاكمة وأكثرية ممسكة بقرار بلد بأنْ تخسر هذه المرحلة، والواقع أنّ اجتماع المصالح والمتناحرين سياسيا سيعزّز احتمال حصول عوائق امام الانتخابات، وذلك حفاظا على المواقع الرئيسة، والخوف يسيطر على اقوى الاحزاب السياسية اليوم من التغيير، الذي سيؤدي الى خسارة رئاسات وكراسٍ وأكثريات.

لذلك فإنّ ما تُخفيه الايام وما سيُقدِم عليه هذا الفريق الأقوى اليوم، ومَنْ يمثّل خصما له بالسياسة ستلتقي مصالهم لإحداث ما يشكّل عائقاً لحصول الانتخابات لاستمرارهم في موقعه الرئاسي، من هنا فإنّ على اللبنانيين الاستعداد لكل الاحتمالات وربما منها الاستمرار بالتعايش مع هذه اللعنة