لبنانيات >أخبار لبنانية
مفاجأة "المستقبل" انتخابياً.. هذا ما طُلِب من الحريري
مفاجأة "المستقبل" انتخابياً.. هذا ما طُلِب من الحريري ‎الجمعة 6 05 2022 12:16
مفاجأة "المستقبل" انتخابياً.. هذا ما طُلِب من الحريري

جنوبيات

 

لم تهدأ اتصالاتُ المسؤولين في "تيار المستقبل" بدائرة الشوف - عاليه خلال الأيام القليلة الماضية، إذ كان السعيُ كبيراً من قبل بعضهم للتحرّك فوراً خلال الأيام الـ10 الأخيرة قبل الانتخابات، والانطلاق نحو دعم لائحة "الشراكة والإرادة" التي يرأسها النائب تيمور جنبلاط بشكل خاص.

حالياً، فإنّ الظروف ما زالت "مُقلقة"، فـ"المستقبل" لم يتدبّر أمره بعد في إقليم الخروب، لكنّ "الماكينة" الخاصة بالتيار قد تؤدّي مهمّة مطلوبة منها في لحظة قريبة، وهذا ما تُبيّنه الإتصالات والاجتماعات التي حصلت مؤخراً، وأبرزها لأشخاصٍ يعتبرون محسوبين على "التيّار" بشكل مباشر.

في غضون ذلك، تكشف معلومات عن تحركات حصلت قبل أيام قليلة من قبل بعض مسؤولي "المستقبل"، وكانت تهدفُ للسعي مع بعض رموزه في الإقليم للعمل على تجيير أكثر من 3 آلاف صوت باتجاه المرشح مروان حماده، ضمن لائحة "الشراكة والإرادة". 

 
الأمرُ هذا كان قد تم كشفه قبل فترة، والمفاجأة الأخيرة هو أنّ تلك التحركات المرتبطة بدعم حمادة والتي جرت مؤخراً، لم يكتب لها النجاح بعد.. فما الذي حصل؟

تقول المعلومات إنّ حماده كان تواصل قبل فترةٍ قصيرة مع الرئيس سعد الحريري وطلبَ منه شخصياً المساعدة في الشوف. وفعلياً، فإنّ هذا الأمرَ لم يرفضه الأخير، كما أنه كان بعلم رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. 

ووفقاً للمصادر، فإنّ حمادة يرى أن رافعة "المستقبل" ضروريّة له في الشوف، كما أنه كثف اتصالاته مع مسؤولين في "التيار" هناك، وقد تبيّن أنهم يعملون لصالحه فعلاً خلال الانتخابات.

وإنطلاقاً من هذا الأمر، أجرى مسؤولون بارزون في التيار إتصالاتٍ مع شخصيات لها وزن شعبي وتدور في فلك "المستقبل" ضمن الشوف، وذلك لحثها على جمع كتلة وازنة من الأصوات وتجييرها باتجاه حمادة. غير أن بعض تلك الشخصيات "المستقبلية" وتحديداً في بلدة برجا، رفضت مطلب قياديي المستقبل، وقد تطور هذا الأمرُ إلى تهديدها بكشف تلك المحاولات التي حصلت ضمن إطار سريّ في بادئ الأمر. 

في الواقع، فإنّ الرفض الذي جاء من قبل الشخصيات الأساسية المقربة من التيار، سببه أنّها لا تريد تجيير أصواتٍ لمرشحين من خارج النسيج السنيّ، خصوصاً أن اللائحة التي تضمّ حمادة فيها أيضاً مرشحٌ سنّي مقرب من أجواء تيار "المستقبل" وهو سعد الدين الخطيب. 

تشيرُ مصادر سياسية متابعة إلى أنّ "المستقبل يجب أن يصوت لشخصية قريبة منه في السياسة والتوجهات، على أن يكون المرشح سنياً بالدرجة الأولى"، وأضافت: "المزاجُ العام بات يتقبل اسم الخطيب كشخصية غير بعيدة عن التيار، ومن الممكن أن تكون المعادلة لصالح الأخير بدرجة كبيرة".

ووفقاً للمعلومات، فإنّ قياديي "المستقبل" الذين بادروا باتجاه إقامة حملة دعم لحمادة، عادوا الى دائرة التردد .

وفي السياق، تكشف المصادر أنّ "جنبلاط يستشعر مخاوف حمادة في ظل المواجهة القائمة"، مشيرة إلى أنّ "المختارة لديها حرصٌ شديد على حصول لائحة الشراكة والإرادة على المقعدين السنيين في الشوف وتحديداً عبر النائب بلال عبدالله  من بلدة شحيم والمرشح سعد الدين الخطيب من بلدة برجا". 

وتضيف المصادر: "ما يبدو بشكل كبير هو أنّ هناك إصراراً من المختارة على تمثيل بلدة برجا في الندوة البرلمانية، وكان جنبلاط واضحاً في اعتبار تهميش برجا نيابياً عام 2018، بمثابة خطأ تاريخي".

ووفقاً للمصادر، فإنّ "جنبلاط يتواصل بشكل مستمر مع الحريري لمتابعة الأجواء الانتخابية، كما أنّ الأجواء تشير إلى أن الأخير لن يكون له خطابٌ في الوقت الحالي لتوجيه محازبي ومناصري المستقبل انتخابياً".

في غضون ذلك، تقول مصادر الحزب "الإشتراكي" إنّ "العمل مستمرّ لدعم حماده بالأصوات وليس هناك أي مشكلة أو أزمة"، وأضافت: "من يحاول تصوير أن حماده ضعيف فهو واهم، والحزب يعملُ بشكل وثيق لتجيير الأصوات نحوه، وليس هناك من قلق عليه". 

وحالياً، فإن هناك مناطق في الشوف جرى حسم أصواتها لصالح حمادة، كما أنّ هناك فروعاً حزبية تابعة للإشتراكي تعملُ على تقسيم الأصوات في مناطق ضمن الإقليم على أن يتم منح حمادة جزءاً منها، وذلك لضمان حاصل انتخابي يمكنه من الفوز. 

في الخلاصة، فإنّ ما يتبين بشكل كبير هو أنّ جنبلاط يتمسّك بالمقعد الدرزي وتالياً بالمقعد السني الثاني، كما أنه يراهن على "خرق" بنائب ماروني لصالحه. وفي كل الحالات، فإنّ لائحة "الشراكة والإرادة" تسعى لضمان 6 حواصل مضمونة ورفعها نحو 7 أو 8، وذلك استناداً لنسبة الاقتراع. 

المصدر : لبنان 24