بأقلامهم >بأقلامهم
فرنجية يفضح جعجع!
كشفت زيارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى بكركي أمس، عن التناغم الواضح بينه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، واحتمال مساهمة "القوات" في إيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة.
تحدث فرنجية بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، عن قبوله الوصول إلى الرئاسة بأكثرية النصف زائد واحد أي بـ 65 صوتاً، ملمحاً إلى أن الميثاقية تؤمّن بحضور نواب مسيحيين، لتأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس الذي يحتاج 86 صوتاً.
هكذا يكون فرنجية قد أعلن بطريقة ٍغير مباشرة أنه يعوّل على إحدى الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين (التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية) لتأمين نصاب جلسة انتخابه في حال نجح في حصد 65 صوتاً.
وبما أن فرنجية غمز من قناة عدم قدرة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الإستيعابية على تأييد وصوله، حيّد رئيس "المردة "جعجع ولم يصوّب عليه، علماً أن رئيس "القوات "، أعلن مراراً وتكراراً رفضه انتخاب فرنجية، ليتبيّن أن فرنجية يراهن على جعجع لا على باسيل.
واذا عُدنا إلى تصريح النائب علي حسن خليل قبل أيام، الذي أعلن فيه أن "حركة أمل تسير بفرنجية عند وصوله إلى 65 صوتاً، يصبح واضحاً أن الميثاقية المسيحية مربوطة بتأمين النصاب لا بالتصويت. وإذا كانت القوات اللبنانية لن تصوت لفرنجية، إلاّ أنها ستؤمن نصاب انتخابه بعد تعطيل جلسة أو جلستين، وهذا ما يواصل جعجع تأكيده في كل إطلالة إعلامية.
تصريح علي حسن خليل، ملاطفة فرنجية لجعجع وإصرار الأخير على عدم تعطيل جلسات انتخاب الرئيس حتى لو كان من قوى 8 آذار، يضاف إلى ذلك إصرار النواب السنّة المستقلين، على عدم تأييد مرشح المعارضة ميشال معوض. ومع اقتراب كتلة "الإعتدال" الوطني من تبنّي فرنجية وسعي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، إلى التوافق مع تسوية الثنائي الشيعي حول مرشّح محدد، نُصبح أمام مشهد سياسي يخدم وصول رئيس تيار "المردة" إلى قصر بعبدا.
كل ما آلت إليه الأوضاع الرئاسية واقتراب قوى 8 آذار من نيل لقب "فخامة الرئيس" للمرة الثانية على التوالي، مردّها إلى فشل القوى المعارضة في توحيد صفوفها والإتفاق على مرشّح واحد يحظى بأكثر من 65 صوتاً. كما أن وصول فرنجية، الذي يعدّ امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون، لا يمكن أن يحصل، إلاّ بنصابٍ تؤمّنه "القوات" أو "التيار الوطني"، وحينها لكل حادث ٍحديث.