بأقلامهم >بأقلامهم
"اركض لنفسك، وكن حرًّا"
جنوبيات
من أجمل ما قيل في مفهوم الحرّيّات العامّة، المقولة الشهيرة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا". فالحرّيّة باب الكرامة الإنسانيّة، وعنوان الشهامة البشريّة، ونبراس الحقّ في مواجهة العبوديّة.
وبالطبع كلّما كانت الحرّيّة المسؤولة مصانة بالأخلاق والمُثل العليا، كلّما كانت النتائج أفضل على كلّ المستويات الحياتيّة.
سألَ الكلبُ الغزالَ يومًا: لماذا تسبقُني دومًا؟
فأجابَ الغزال: لأنّي أركضُ لنفسي، أمّا أنتَ فتركضُ لسيِّدك.
فعلّقَ أحدُهم على ذلكَ قائلًا: إنْ لم تستطع أن تكونَ غزالًا للحقِّ فلا تكونَنَّ كلبًا للباطل.
وفي ظلِّ الاصطفافاتِ السياسيّة اليومَ، والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطائفيّة البغيضة، باتَ على كلّ واحد منّا أن يتحسَّسَ مواطنَ قدمَيهِ جيّدًا، ومع مَن ولِمَن يكونُ سعيه في حياته. فإن كنتَ تلهث وراء زعيمك مقابل لقيمات الذلّ والهوان، فأنت عاجز عن التفكير بشكل صحيح، وسيتأثّر بك أولادك حيث درب الجلجلة لن يوفّركم، وستنزفون دم الألم "ولات ساعة مندم".
أمّا إن كان سعيك لبناء وطن العدالة والمساواة لما فيه مصلحة الجميع على الصعد والمستويات كلّها، فإنّ جهودك لن تذهب سدى، ولن تكون هباءً منثورًا.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "وأن ليسَ للإنسانِ إلّا ما سعى، وأنّ سعيهُ سوفَ يُرى، ثمَّ يُجزاهُ الجزاءَ الأوفى".
صدق الله العظيم.