بأقلامهم >بأقلامهم
فلسطينُ تعيد كتابة التّاريخ
جنوبيات
لم يكن ما حدثَ في قطاع غزّة أمرًا عابرًا، بل كان نقطةً مفصليّةً جديدةً، والعدُّ في تاريخ الصّراع الفلسطيني الاسرائيلي، بدأ من جديد على عدّاد السابع من أكتوبر 2023، حيثُ كان الحدث أكبر بكثير من وصف أكبر المتشائمين والمتفائلين على حدٍّ سواء، فهذا التّاريخ الجديد غيّر ملامح الصّراع بكلّ ما تعنيه التّقنية والرؤية والكلمة من معنى، فمنذ متى يكون الصّهاينة في موقع الدّفاع، ومنذ متى يأتي أكبر رئيس دولةٍ في العالم إلى الشّرق الأوسط على وقع النّيران المندلعة من كلّ حدبٍ وصوب؟
هذا التّساءل ينبع من قناعةٍ دوليةٍ واقليميةٍ وحتّى عربية( لو لم يعلن البعض)، أن الصّراع بوجهه السّابق قد انتهى، وأن الحقيقة التي فرضت نفسها هي بدء العد التّدريجي لحلّ نهائيّ، باتت معالمه ترتسمُ وهي اقربُ للصّراع النّهائي الوجوديٍّ، منها للتسوية، ولذلك فالحساباتُ لما بعد الأحداث الأخيرة في غزّة باتت مختلفة عمّا سبقها، ولا شيءَ يحسمُ هوية مستقبل الأحداث سوى لغة القوة التي أثبتها أبناء الشّعب الفلسطيني بثبات وصمود أسطوريّ.
فلسطين تعيد كتابة التّاريخ، بهذه الجملة يمكن اختصار عزيمة هذا الشّعب البطل، الذي يسير على درب الجلجلة منذ عقود، فمع كلّ مولود تنبثقُ قصّة حجرٍ جديد، ويغدو للصّبر حدودًا أقلّ من سابقاتها.