بأقلامهم >بأقلامهم
"فسحة الأمل"!
جنوبيات
إنّها محطّات تتوالى في حياتنا نعيشها بحلوها ومرّها، نحياها أحيانًا بحبّ، وفي بعض الأحيان تكون الثّقة بالله الدّافع الأساسيّ لتقبّل الأمور في جميع متغيّراتها.
وفي بعض الأوقات تأخذنا البراءة في طريقها نحو الأمل بغد أفضل.
هذه هي الحياة بتقلّباتها المختلفة نعيشها حتّى الرّمق الأخير.
تقول الزّوجة:
بعد مضيّ 18 عامًا من زواجنا ها أنا ذا أعدّ لزوجي أسوء عشاء في حياتي. فالخضار نضجت أكثر ممّا يجب، واللحم قد احترق والسّلطة كان الملح فيها زائدًا عن حدّه. وقد ظلّ زوجي صامتًا طوال فترة تناول الطّعام. ولكنّني ما كدت أبدأ في غسل الأطباق حتّى وجدته يحتضنني بين ذراعيه ويقبّلني على جبيني.
فسألته:
لماذا هذه القبلة؟
فأجاب:
لقد كان طهيك اليوم أشبه بطهي العروس الجديدة، فرأيت أن أعاملك معاملة العروس الجديدة. هذا هو الحبّ.
وفي يوم من الأيّام، قرّر أهل القرية أن يصلّوا صلاة الاستسقاء فأحضر أحدهم مظلّة معه. هذه هي الثقّة المطلقة بالله عزّ وجلّ.
أمّا الطّفل ذو العام الواحد، فلماذا يضحك عندما تقذفه في السّماء؟ ذلك لأنّه يعلم بأنّك ستمسك به ولن تدعه يسقط. هذه هي البراءة.
في كلّ ليلة نستعدّ للنّوم ونحن غير متأكّدين بأنّنا سننهض من الفراش في اليوم التالي. ومع ذلك تجدنا نخطّط للأيّام القادمة. هذا هو الأمل.
وأخيرًا وليس آخرًا ابتسم، فكلّ شخص تقابله يحمل أعباء كثيرة. فلا تفكّر بالمفقود حتّى لا تفقد الموجود. هذه هي الحياة.
"فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل".