لبنانيات >أخبار لبنانية
د. حسن جوني لـ"تلفزيون فلسطين": هناك شعور في العالم.. إما أنْ تكون فلسطيناً أو لا تكون!
د. حسن جوني لـ"تلفزيون فلسطين": هناك شعور في العالم.. إما أنْ تكون فلسطيناً أو لا تكون! ‎الثلاثاء 18 06 2024 15:16
د. حسن جوني لـ"تلفزيون فلسطين": هناك شعور في العالم.. إما أنْ تكون فلسطيناً أو لا تكون!

جنوبيات

أكد أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية والخبير لدى المُنظّمات الدولية الدكتور حسن جوني أنّ "الدبلوماسية الفلسطينية تقوم بدور جبّار ومُهم في طرح قضية الشعب الفلسطيني، ليس كضحية، لكن كأبطال يصنعون التاريخ. تاريخ فلسطين والمنطقة والعالم، والشعور السائد في الشارع اليوم: أنْ تكون فلسطيناً أو لا تكون".

وخلال حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، ضمن التغطية المُتواصلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، بعنوان "العواقب الخطيرة لوضع الكيان الإسرائيلي على قائمة العار" شدّد على أنّ "الولايات المُتّحدة الأميركية تقود الحرب على غزّة، وينتج عن هذه الحروب موازين قوى، وهناك مَنْ يتحدّث عن أنّ مصير الحرب في غزّة سيُحدِّد مصير العالم، لذلك قدّم الرئيس الأميركي جو بايدن ورقته، التي لديها بعض الإيجابيات، والمُقاومة الفلسطينية وافقت على بعض نقاطها، لأنّ الأميركي يُريد إنقاذ الإسرائيلي الذي تعرّض لهزيمة، ورغم الخسائر والضحايا الفلسطينية الكبيرة، لكن هذا الصمود يعني الانتصار".
وأوضح جوني أنّ "الإدارة الأميركية تستطيع الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب، وذلك من خلال وقف مدّه بالتسليح، وسحب الأساطيل البحرية التي تحميه، والصمود الفلسطيني هو الذي يجعل الاحتلال يسعى لإنهاء الحرب، لكنه لا يُريد أنْ يخرج مُهزوماً، لذلك يأتي الطرح الأميركي بتقديم أفكار تُرضي الطرفين، لكنها انتصار للشعب الفلسطيني، رغم كل ما يمارسه الاحتلال في غزّة وكذلك في الضفّة الغربية من اعتقال وتوسع استيطاني، فالإسرائيلي يعلم أنّ الشعب الفلسطيني في الضفّة مُلتحم مع غزّة، وهناك وحدة فلسطينية صامدة".
وأشار إلى أنّ "الاحتلال الإسرائيلي ليست لديه ذريعة لاستمرار احتلاله لفلسطين، إلا من خلال طروحات الحروب الدينية، لكن تفاجأ بأنّ يهود العالم لا يؤيّدونه، بل يقفون ضدّه، لذلك فإنّه يلعب الورقة الأخيرة وهي الحروب الدينية، مُدعياً بأنّه يُريد حماية اليهود مما يتعرّضون له من مُعادة للسامية، إلا أن الدراسات والباحثين الإسرائيليين يُؤكدون أكاذيب الاحتلال".
واستطرد بالقول: "إنّنا نرى تحرّكاً دولياً وشعبياً مع فلسطين على مُستوى العالم، والدبلوماسية تتطوّر بطيئاً، ولم تعد الحكومات قادرة على الصمت في ظل صمود الشعب الفلسطيني، هذا الصمود الذي غيّر المواقف الدولية، فقد استطاعت "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" من خلال خطابات الشهيد الرئيس ياسر عرفات التعريف بالقضية الفلسطينية وحشد التأييد الشعبي. واليوم في ظل وحشية الكيان الإسرائيلي والدمار الشامل وارتفاع حصيلة عدد الشهداء، يُؤكد الشعب الفلسطيني أنّه تعوّد على الصمود وتقديم التضحيات، إذ لولا صمود الشعب الفلسطيني، لما اضطرَّ أمين عام الأُمم المُتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وضع الاحتلال على "قائمة العار"، الذي يعني عدم التعامل العسكري والتجاري معه، وكذلك على الصعيد الإنساني، لذلك هاجم الاحتلال أمين عام الأُمم المُتّحدة، فضلاً عن القضايا في المحاكم الدولية التي تُدين الاحتلال".
ورأى جوني أنّ "الأُمم المُتّحدة لا تستطيع السكوت عمّا يجري في فلسطين، وكذلك شعوب العالم، فالمطلوب إعادة البحث في القرارات الصادرة عن الأُمم المُتّحدة لصالح فلسطين، وهناك العديد من الدول باتت مع القضية الفلسطينية واعترفت بفلسطين كدولة، رغم غطرسة الاحتلال الذي لم يتوقّع مثل هذا التغيير، الذي يعود فيه الفضل إلى الدبلوماسية الفلسطينية وأحرار العالم، ومن بينهم دولة جنوب إفريقيا".
وإذ نوّه بـ"تحرّك الدول التي انضمّت إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، لأنّها قضية إنسانية عالمية، وهذا التضامن يلعب دوراً أساسياً في مُستقبل فلسطين"، أشار إلى أنّ "الإجراءات الاحترازية المُتّخذة من قِبل المحاكم الدولية، لا تُطبّق إلا من خلال انصياع الدول لقراراتها، وفي حال رفضها، يُطلب من مجلس الأمن الدولي الاجتماع لتطبيق قراراتها، وللأسف 50% من هذه القرارات لا تُطبّق، لكن لها قوّة معنوية وقانونية هامة".
وأكد أنّ "فلسطين دولة تقوم بواجباتها على الصعيد القانوني، ولها دبلوماسية فاعلة على مُستوى العالم، وتلعب دوراً فاعلاً، وهناك العديد من الدول الأوروبية التي هالتها المجازر التي حصلت، والضغط الشعبي داخلها دفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وشدّد على أنّ "إنهاء وكالة "الأونروا" مُخطط قديم يسعى الاحتلال من خلاله إلى جعل الدول المُضيفة تتحمّل مسؤولية اللاجئين، لكن الدول العربية في ذلك الوقت، أكدت أنّ مُهمة "الأونروا" هي الإغاثة والتشغيل، وتتكفّل الدول العربية بمُهمّة الحماية، لكن اللاجئ في الدول الأخرى، يخضع لمُفوضية اللاجئين، التي لديها مُهمة الحماية، ويحق لها أنْ تجد بلداً بديلاً للاجئ، وإنْ رفض لا يُصبح لاجئاً، بينما "الأونروا" لا يحق لها نزع صفة اللاجئ عن الفلسطيني".
وختم جوني معتبراً أنّ "الهزيمة التي تعرّض لها الكيان الإسرائيلي، جعلت الخلافات تكبر داخله، في وقت، فإنّ الولايات المُتّحدة الأميركية، التي تُسيطر على الاقتصاد والقوّة العسكرية، تُعاني من صعود الصين اقتصادياً وعودة روسيا، وأيضاً من تراجع ولا تستطيع تقديم سوى ترامب وبايدن للرئاسة، لذلك فإنّ الانتخابات الأميركية "مسرحية"، لأنّ مصالح الدولة العميقة هي التي تحكم، ونحن مع الشعب الأميركي المُناضل وهو مع قضايانا، لكن مغلوب على أمره من قِبل الشركات الكبرى المُسيطرة على الرأي العام، فليست هناك مصلحة للشعب الأميركي في الحروب".

المصدر : جنوبيات