لبنانيات >أخبار لبنانية
إنتظار.. إنفجار.. فانفراج؟
إنتظار.. إنفجار..  فانفراج؟ ‎الأحد 4 08 2024 08:14
إنتظار.. إنفجار..  فانفراج؟
تصوير عباس سلمان

جنوبيات

صحيح أن التفجير الاسرائيلي في قلب ضاحية بيروت، الذي طاول مدنيين، وأدى إلى استشهاد القائد العسكري الكبير في"حزب الله" السيد فؤاد شكر، ومن ثم اغتيال الرئيس السياسي الأعلى لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب طهران، شكّلا مفاجأة مدويّة لمحور المقاومة، وتحوّلاً في سياق الحرب القائمة، وفَتَح الأبواب على مرحلة جديدة قد تكون مختلفة لناحية التصعيد على كافة الجبهات، إلا أن المقاومة نجحت بسرعة بتحقيق أمرين أساسيين:

الأول ـ التأقلم مع الحدث، وإظهار القدرة على التعامل معه، وعدم السقوط في الإحباط واليأس والتراجع، وكان “الغد” على ألَمِ أمْسِه بالنسبة للمقاومة، يوماً آخر بمزيد من الثبات والقوة.

الثاني ـ قدرة المقاومة على إعادة كرة الحرب النفسية إلى ملعب العدو الذي بات يعيش في حالة انتظار مرعبة له، وقد عبّر عنها بإفراغ خزانات الأمونيوم، وإقفال المجال الجوّي، وزيادة التحصينات لعُقده الاستراتيجية، واختباء قياداته السياسية والعسكرية والأمنية في أمكنة آمنة، مع أن لا مكان آمناً في الكيان بعد الآن.

ووقع الإسرائيلي في فخ بعض التغريدات، وما وقوعه إلا دليلاً إضافياً على فزعه الذي بدأ مع كلام السيد حسن نصر الله الذي أكد أن الردّ حتمي.

هذا الرد سيكون قوياً ومدروساً في آن، ولا ضرورة لرسم توقّعات له، فوحده الميدان هو الذي سيرسمها، و”بيننا وبين العدو أيام وليالٍ وميدان”، ولا حاجة لنا لا لطمأنته ولا لمنحه إحداثيات.

هذه الأيام قد تكون قريبة أو بعيدة، ولكن مع انسداد الأفق، وعدم وجود أي نافذة ضوء للخروج من الحرب، ومع الجنون الاسرائيلي المتفاقم، ربما تكون الحاجة هي إلى انفجار أوسع وأشمل وأكبر، ليكون مقدّمة لإلقاء السلاح والجلوس إلى طاولة تفاوض جدية غير مباشرة، والوصول إلى تسوية، يُعتقد أن حدّها الزمني هو الانتخابات الأميركية.

وقد يكون الانفجار وحده هو الطريق إلى الانفراج، وفي هذه اللحظة بالذات نفهم معنى مقولة "إذا ما كبرت ما بتصغر"، لأن الاسرائيلي عالق، ولم يعد أمامه إلا انتظار حبل من نار للخروج من حرب لم يتمكن، على مدى عشرة شهور، من حسمها أو تحقيق أهدافها أو الخروج منها. والمقاومة لا تريد حرباً واسعة، ولكنها جاهزة لها ما دامت فُرضت عليها.

 

المصدر : الجريدة - رندلى جبور