في لبنان، يسيطر خوف غير عادي على سائقين من نوع معين من السيارات يُعرف باسم "الرابيد"، وهي سيارات مغلقة ارتبطت بشكل وثيق بعمليات اغتيال نفذها الاحتلال الإسرائيلي. في جنوب لبنان، تجنب سائق سيارة الأجرة، أبو مصطفى، الاقتراب من هذه السيارات، مستعيداً ذكريات مرعبة عندما كان قريباً من موقع استهداف أحد قادة المقاومة.

في رحلته إلى جنوب لبنان، كان سائق سيارة الأجرة، أبو مصطفى، يبتعد عن السيارات المغلقة خوفاً من خطرها، مشيراً إلى تجربته في بلدة مريمين، حيث كان قريباً من مكان اغتيال أحد قادة المقاومة، مما جعله يتجنب الاقتراب من هذا النوع من السيارات.

الخوف من سيارات "الرابيد" يمتد إلى مناطق أخرى في لبنان مثل محافظة جبل لبنان، حيث يتجنب السائقون هذه السيارات بسبب عمليات اغتيال مشابهة نفذتها قوات الاحتلال ضد عناصر من حزب الله وحركات مقاومة أخرى.

ورغم هذا الخوف، يؤكد سائقو "الرابيد" مثل أبو محمد، الذي يستخدم سيارته لنقل البضائع، أنهم لا ينوون التخلي عنها، رغم المخاطر. ويضيف أبو محمد أن سيارته أصبحت جزءاً من عائلته، وأن الحذر أصبح جزءاً من حياته اليومية بعد سلسلة الاغتيالات.

من جهة أخرى، يشير تجار السيارات إلى أن الطلب على "الرابيد" لم يتأثر، حيث تظل هذه السيارات عملية واقتصادية، وتستخدم في العديد من المهن. ويلجأ البعض إلى وضع علامات مميزة على سياراتهم لتجنب الاستهدافات.

وعن الفوبيا المتعلقة بهذه السيارات، يقول الدكتور أحمد عياش، الطبيب النفسي، إنها رد فعل طبيعي لأي تهديد محتمل، مشيراً إلى أن الحذر من هذه السيارات لم يتحول إلى ظاهرة اجتماعية، ولكنه يبقى شعوراً فردياً يتفاوت بين الأشخاص وفقاً لتجاربهم الشخصية.