بأقلامهم >بأقلامهم
ماذا لو أغلقت كل الطرق؟
ماذا لو أغلقت كل الطرق؟ ‎السبت 18 01 2025 19:24 ماغي الحاصباني
ماذا لو أغلقت كل الطرق؟

جنوبيات

هل جربت يوما أن ترسم خطة كاملة لطريقة الحياة التي تريد أن تعيشها ولكن فجأة تنهار كل تلك الخطط وتستيقظ فترى نفسك ضمن حياة لم تخطط لها يوما ولم تردها أن ترى تعب كل السنوات يمحى أمامك وكأنك زرعت بغية الحصاد ولكن حين أتى موسم الحصاد تصدم بأن زرعك لم يثمر. فحينها كيف ستتصرف؟ هل ستنهار كليا وتقف مكتوف الأيدي أم أنك ستشحن نفسك بالأمل والقوة والايمان محاولا النهوض من جديد ؟

أحيانا تكتشف أن تعب الزرع لم يثمر في موسم الحصاد فحينها يعود ذلك الى سببين: الأول لمشكلة ما تتعلق بطريقة الزرع وهي تتعلق بك والسبب الاخر يعود الى العوامل الخارجية وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بمحيطك وتأثيره عليك وفي كلا الحالتين قرار النهوض أو الاستسلام يعود لك.

 ويحدث أن تبحر بك الحياة الى مكان غير الذي تقصده ثم تكتشف أنك وصلت فارغ اليدين, وهنا تجبر على الاختيار خيار واحد فقط بين خيارين: الأول هو محاولة النجاة, والثاني الاستسلام والغرق. فان اخترت الخيار الثاني يمكنك أن تجلس صامتا مستسلما ترى حياتك تهرب منك, أحلامك تغرق الى قاع البحر دون أدنى مجهود منك لمحاولة اصطيادها من جديد, يمكنك أن تجلس منتظرا لأحد أن يخلصك ويساعدك بمحاولة استرجاع الحياة التي أردتها. ولكن يبقى السؤال أهذه الحياة لك أم لهم؟ أتلك الأحلام والطموحات التي لطالما أردت تحقيقها تستحق أن تدفن قبل ولادتها بسبب استسلامك عند بعض العراقيل ؟ ألا يستحق هدفك أن تحاول مرارا وتكرارا من أجل أن يبصر النور؟

ان كانت كل تلك الأسئلة التي طرحتها عليك اجابتها "لا تستحق" ،اذا أنت تدري جيدا ماذا تفعل فاجلس وراقب  جزءًا من أحلامك يغرق بقاع البحر والجزء الاخر يتلاشى ويتطاير في الهواء.أما اذا كان الجواب "نعم يستحق" فاعتمد الخيار الثاني لأنك ليس فاشل فمجرد المحاولة هي خطوة نحو النجاح .

فعليه يجب عليك أن

 تدرس خطواتك، تراجع أفكارك تنفض غبار الفشل والاستسلام عنك وتحلق نحو سماء طموحاتك لأنك تستحق.والخطوة الاولى هي التعلم من  الفشل ومعرفة ما سبب عدم حصادك للنتيجة التي تريدها.

 ثم حاول تصحيحها بعزيمة أكبر ودافع أقوى واكمل مسيرتك الممزوجة   بالخيبات والعراقيل والفواصل التي حملت بين طياتها كل ماظننته فشلا لتضع أخيرا  نقطة الوصول وتفتح أفقا  جديدة نحو قصص نجاح أخرى.

لا تعتقد أن خلال مسيرتك  لن تتعرض للكثير من الانتقادات والكلمات الجارحة التي ستحاول أن تحد من قدراتك أو على الأقل تستخف بك ولكن اياك ثم اياك ثم اياك أن تحبط بل خذ تلك الكلمات كدافع  أقوى للاثبات لنفسك أولا أنك عكس ما يقولون وثانيا للاثبات لهم أنهم لم يكونوا يوما على صواب بما وصفوك.

كن على يقين أنك أحيانا سترفض من وظيفة أو وظائف, ستغلق الطرق أمامك وستعتقد أنك أنت المشكلة وأنك "منحوس" أو بلا "حظ" ولكن لا تتوقف عن طرق الأبواب لأن الباب الذي لم يفتح لك فهو ليس بابك وجرب أن تقرع أبوابا أخرى لعل أحدها يكون بابك ولعل مفتاح ذلك الباب سيكون لك يوما ما. ولا تظن أن الحياة الوردية بانتظارك بل كن على دراية أن الحياة مليئة بالأشواك ولكن .ستبقى ندوب الأشواك كاشارة لك لتقل أنك لم تصل بسهولة.

كم من متخرج جديد يعتقد أن فور تخرجه سيحصل على وظيفة أحلامه تنتظره ثم يصطدم بعدم قدرته على التوظيف اما لغياب فرص العمل اما لعدم امتلاكه الخبرة الكافية فيرى توقعاته تنهار أمام عينيه ولهذه الفئة حصرا أقول لا ولا تفقدوا الأمل وحاولوا حتى ولو كانت البدابة تلبي حجم توقعاتكم بل تبدأ المسيرة والمراكز صغيرة وتكبر مع الأيام وأنكم ستصلون الى ما تريدون ولكن ربما ليس اليوم وليس غدا وليس يعد شهر أو سنة ولكن حتما ستصلون طالما تجتهدون وتحاولون.

كما وأدركوا أن النجاح لا يعني أن يكون دربك معبدا بل سيكون وعرا يعرقلك تارة يوقعك تارة أخرى ويجبرك على التوقف أحيانا ولكن لا تسمح لذلك التوقف أن يدوم طويلا بل اجمع قواك وتابع المسير لتصل الى نهاية المسار.

أخيرا،  وفي ظل المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المسيطرة والتي تغلب على وسائل الاعلام والتواصل أرى أن موضوع الأشخاص الذين يعانون من عدم الوصول الى أهدافهم يستحقون منا أن نسلط الضوء عليهم, أن ننطق بلسانهم  أن نلعب دورا تحفيزيا لهم لعلهم ينفضون ركام احباطهم وفشلهم ويبنون قصص نجاحهم بأيديهم لأن الجميع وبلا أي استثناء يستحق أن يرى بصيص أمل يحفزه على المتابعة أو أن يرى أن مشاعر الفشل التي تسيطر عليه نسيطر على الكثير غيره. لا بد من التشديد على أن الجميع يستحق فرصة ثانية وان لم تتواجد عليه أن يخلق فرصته بنفسه لأن النجاح يستحق كل ذلك. ك فادرك أن النجاح قرار وما هو قرارك؟

المصدر : جنوبيات