بأقلامهم >بأقلامهم
معركة الحرية والاستقلال في فلسطين أساسها الإدراك والوعي ..!
جنوبيات
في خضم النضال الفلسطيني الممتد لعقود، تتجلى أهمية الوعي كركيزة أساسية لتحقيق الحرية والاستقلال، إنها ليست مجرد معركة عسكرية أو سياسية فقط، بل هي معركة فكرية واجتماعية تسعى لترسيخ الإدراك الجمعي بحقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة، وتحقيق الصمود والثبات على الارض في مواجهة الاحتلال وافشال خططه في الإقتلاع والتهجير .
الوعي بمعناه العميق يتجاوز الإدراك النظري إلى الفعل المستنير في السياق الفلسطيني، يرتبط الوعي بفهم حقوق الشعب المكفولة وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما يشمل حق العودة، تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذا الإدراك يمنح الفلسطينيين أداة قوية لمواجهة الاحتلال، الذي يسعى لفرض روايته وتشويه الحقائق التاريخية.
وعي الشعب الفلسطيني بقضيته العادلة يساهم في تعزيز المقاومة بكافة أشكالها، ويدفع باتجاه حماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشويه، كما يتيح بناء رؤية استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
العقل النقدي يمثل حجر الزاوية لتطوير الوعي والإدراك الجمعي الفلسطيني، إنه الأداة التي تُمكن الأفراد من تفكيك الخطابات الاستعمارية المضللة وتحليلها بموضوعية، بما يعزز قدرتهم على مواجهة السياسات الاحتلالية والتغيرات الدولية.
يُمكِّن العقل النقدي الفلسطينيين من قراءة الواقع بشكل أكثر دقة، وتطوير استراتيجيات تضمن الحفاظ على الحقوق الوطنية، كما يتيح لهم التعامل بفعالية مع التغيرات الإقليمية والعالمية، وبناء خطاب سياسي ودبلوماسي يستند إلى الحجة والمنطق.
إن تطوير وعي جمعي مشترك هو السبيل لتعزيز الوحدة الوطنية، التي تشكل بدورها الأساس الصلب لمواجهة الاحتلال، الوحدة ليست مجرد شعار، بل هي عملية تكاملية تسعى إلى توحيد الطاقات والجهود تحت راية واحدة وقيادة واحدة .
الوعي الجمعي يخلق إحساسًا بالمسؤولية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية، ويعزز من قدرة الشعب على التضحية من أجل تحقيق أهدافه الوطنية، فَحينَ يصبح الوعي الجماعي قوة موحدة، يتحول إلى أداة فاعلة لبناء مؤسسات وطنية قوية، قادرة على قيادة النضال الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.
الثبات والصمود هما نتيجة مباشرة للوعي الجمعي والنقدي ، الشعب الفلسطيني الذي خبر النضال لعقود يدرك أن النصر يتطلب صبرًا و إصرارًا، وإيمانًا عميقًا بعدالة قضيته، الصمود ليس فقط في مقاومة الاحتلال عسكريًا، بل أيضًا في الحفاظ على عناصر الصمود والحياة و والثبات على الأرض، والحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية، وتطوير المجتمع الفلسطيني ليكون قادرًا على تحقيق تطلعاته،
وتوظيف كافة الأدوات الممكنة للمطالبة بها، هذا يشمل تعزيز العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني، ودعم المقاومة الشعبية، وبناء جبهة وطنية موحدة تتبنى نهجًا مستدامًا لتحقيق الأهداف الوطنية.
ومع تصاعد التحديات، يبقى الوعي والإدراك هو الركيزة الأساسية التي تبني عليها كل أشكال المقاومة، والطريق الأكيد نحو تحقيق الحرية والاستقلال.
http://Pcommety@hotmail.com