بأقلامهم >بأقلامهم
كمال جنبلاط "الزعيم الوطني" الذي حلم بوحدة العرب وحرية لبنان!



جنوبيات
باستشهاد كمال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والقائد الوطني المرموق خسر لبنان والعروبة شخصية سياسية وثقافية لا تعوض، إذ كان جنبلاط، مع تمسكه بوحدة لبنان واستقلاله، داعية للوفاق العربي مؤمنا بفكرة الاتحاد بين الدول العربية عاملا على تحقيقها بالتحالف مع الحركة الناصرية و قائدها الكبير جمال عبد الناصر.
كان جنبلاط يدرك بان الاتحاد هو خشبة الخلاص للعرب الذين فرقهم الاستعمار وجعلهم منشغلين بطوائفهم بدل العمل على تحقيق وحدتهم، وكم كان يوحي ويجاهر في كتاباته السياسية ان الوحدة العصرية الديمقراطية تؤهل العرب للسيطرة على مواردهم وثرواتهم ، وتجعلهم أقوى بمواجهة المشروع الاستعماري الإسرائيلي الذي لم يوقف محركاته يوما عن زعزعة استقرار المنطقة العربية ومحاولة السيطرة عليها والعمل على تقسيمها وإضعافها واستتباعها، دون ان ينسى لحظة ضرورة تسليط المرتبطين به عليها فيكونوا اسيادا على ابناء جلدتهم و خدما على موائده المترعة بثمار الارض التي يستعمرها.
الى ذلك ادرك كمال جنبلاط اهمية وضرورة تعزيز الاواصر بين بلدان العالم الثالث والبلدان الاشتراكية والامة العربية على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بغية تحصين العملية التنموية ومواجهة تدخلات الرأسمالية المتوحشة التي تعيش على حساب الشعوب.
ولثباته على مواقفه الوطنية والتقدمية ٱنتخب جنبلاط امينا للحركة الوطنية واصبح مرجعا عربيا وشخصية عالمية يرفع علم لبنان والعرب عاليا في كل مؤتمر يرأسه او يشارك فيه. وأذكر يوم ذهبنا الى العراق سويا عام 1973 انه بذل جهودا كبيرة للتوفيق بين بغداد ودمشق وبين بغداد والاخوة الاكراد استعدادا لحرب تشرين التي كانت تلوح في الافق.
كمال جنبلاط يمثل الصفاء و الالتزام في الحياة السياسية اللبنانية التي رفع من شأنها وهي المترعة بالرياء والنفاق والاستتباع.
تبقى ذكراه الطيبة حافزا لارساء حياة سياسية عصرية صالحة منتجة تليق بالشهداء و بهذا الوطن الحبيب الذي أراده جنبلاط ، الزعيم الوطني المستقل، وطنا حرا قويا لكل ابنائه وليس لحفنة من المصرفيين والرأسماليين والاقطاعيين الذين ابهرهم المال الحرام وانساقوا في دروب التسلط و الإستبداد.