لبنانيات >أخبار لبنانية
المخاض الحكومي يشتدّ... والولادة في الساعات المقبلة
المخاض الحكومي يشتدّ... والولادة في الساعات المقبلة ‎الخميس 31 01 2019 12:37
المخاض الحكومي يشتدّ... والولادة في الساعات المقبلة

جنوبيات

لا تزال الايجابية، ولو كانت حذرة، تسيطر على أجواء تشكيل الحكومة اللبنانية، مع استمرار الاتصالات والمشاورات لتذليل آخر العقبات التي تحول دون ابصارها النور من قصر بعبدا. وفي حين تشير المعلومات الى ان الولادة الحكومية ستكون في الساعات القليلة المقبلة، لفتت الى وجود بعض العراقيل التي لا تزال تعترض العملية، وبالتالي سيتم العمل على حلّها بأسرع وقت ممكن.

وعلى رغم التوقعات بأن الحكومة قد ترى النور غدا الجمعة عند بعض الأوساط، فإن مصدراً وزاريا أبلغ "الحياة" أن شيطان التفاصيل يبقى ماثلا بحيث يجب عدم استبعاد أي احتمال قد يعيد عقارب الساعة إلى الوراء في اللحظة الأخيرة. وذكر مصدر مطلع أن بعض العقد أمام التأليف تبدو تافهة إلى درجة تدفع إلى الاعتقاد بأن سبب العرقلة هي أكبر منها.

ممثل اللقاء التشاوري
وعلى الرغم من أننا دخلنا في الربع الساعة الأخير لتشكيل الحكومة، الاّ أن موضوع تمثيل اللقاء التشاوري، لا يزال يحظى بالكثير من الأخذ والردّ، خصوصاً لناحية الشخصية التي ستمثل هذا اللقاء في الحكومة، وتموضعه تجاه تكتل لبنان القوي واللقاء التشاوري، وأشارت معلومات "النهار" الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يتابع الاتصالات هو من سيختار اسم ممثل "اللقاء التشاوري"، ولن يكشف عن الاسم الاّ عند صدور المراسيم.

وكشفت المصادر لـ"النهار" أن "حزب الله" ابلغ الوزير جبران باسيل انه لا يريد ان يعرف الاسم الذي سيختاره رئيس الجمهورية من الأسماء الثلاثة التي رفعها "اللقاء التشاوري "الا عند صدور المرسوم. وقالت إن ما يشاع في الاعلام عن حسم أسماء غير صحيح وليس سراً ان الخيار محصور بين الثلاثة. 

وفيما برز خلاف حاد في صفوف "اللقاء التشاوري" حول اسم الوزير الذي سيمثلهم، وذلك بعدما سرّبت إليهم معلومات أن اتفاقاً حصل بين باسيل والنائب السابق عبد الرحيم مراد على توزير ابن الأخير، بحسب ما كشفت مصادر في 8 آذار لـ"الشرق الأوسط".

من جهتها، حسمت مصادر في 8 آذار، مطلعة على المشاورات أن العقدة تتجه إلى الحل، في موازاة حث أعضاء "اللقاء التشاوري" على توحيد موقفهم، وأوضحت لـ"الشرق الأوسط" أن الوزير الذي سيمثل "التشاوري" سيكون ضمن حصة الرئيس عون على ألا يكون عضواً في كتلة "لبنان القوي" بل في "اللقاء التشاوري"، وإذا حصل خلاف بين عون واللقاء واستدعى الأمر تصويتاً يعود لمرجعيته الأساسية المتمثلة بـ"التشاوري"، وبالتالي إذا سلك هذا الحل طريقه تكون النتيجة عدم حصول أي طرف على "الثلث المعطل" في حكومة ثلاثينية.

ودعت المصادر عبر "اللواء" إلى انتظار اتفاق أعضاء "اللقاء التشاوري" على الاسم الذي سيمثلهم في الحكومة، بعدما بات واضحاً وانكشف امام الرأي العام بأن هناك خلافاً في ما بينهم، خاصة وان الجميع يعلم ان النائب فيصل كرامي يطمح شخصياً لأن يكون وزيراً، ولكن هذا الأمر مستبعد لاعتبارات عديدة، ولذلك ومعه بعض أعضاء "اللقاء" رشح مدير مكتبه الزميل عثمان مجذوب، بينما النائب عبد الرحيم يزكي نجله حسن.

وأشارت صحيفة "الأخبار" في هذا الاطار، الى ان رئيس الجمهورية يفضّل حسن عبد الرحيم مراد، فيما يضع الحريري فيتو على الأخير، مقترحاً اسم عثمان مجذوب. وقالت مصادر قريبة من الحريري إنه سيتمسّك بالفيتو، مرجّحة، في حال إصرار عون على مراد، أن يعمد رئيس الحكومة إلى منح الوزير جمال الجراح حقيبة الداخلية، ليتمكن خدماتياً من مواجهة مراد في البقاع الغربي.

ولفتت المصادر القيادية في تيار "المستقبل" إلى إشكالية لم تحسم وهي انه في حال تم التوافق على توزير المجذوب وهو من مدينة طرابلس فإن تيار "المستقبل" والرئيس الحريري لن يتم تمثيلهم في عاصمة الشمال وهو امر مؤسف حيث هناك أهمية كبرى لان يكون لدى التيار وزير سني من المدينة، خصوصا ان الرئيس نجيب ميقاتي سيتمثل بوزير من المدينة وليس من المنطقي ان يكون هناك ثلاثة وزراء من طرابلس، كذلك فان هناك اتفاقاً على ان يتمثل الوزير السابق محمد الصفدي بالحكومة من خلال توزير عقيلته السيدة فيوليت مع العلم وحسب المصادر انها غير محسوبة على المدينة ولكنها زوجة أحد السياسيين البارزين فيها.

ورأت المصادر لـ"اللواء" انه ليس من مصلحة الوزير باسيل ان يتم تسمية المجذوب ممثلاً للقاء التشاوري، لانه عندما يصبح وزيرا فانه من المستحيل انضمامه الى كتلة رئيس الجمهورية باعتباره مدير مكتب كرامي ومن الطبيعي ان يلتزم بقرارات مرجعيته، وتذكر المصادر بالوزير السابق عدنان السيد حسين الذي كان يطلق عليه "الوزير الملك" في عهد الرئيس ميشال سليمان، ولكن لدى اول انعطافة سياسية تمترس خلف مرجعيته الشيعية. 

من هنا فإن المصادر ترى بان الاجواء لا تزال ضبابية ولم تنقشع بشكل كامل بعد، خصوصا ان علامات استفهام كثيرة لا زالت تدور حول حقيقة موقف "حزب الله" فهل هو يريد حكومة حقا ام لا؟ فلو كان يريدها حقا لكان قام بتسهيل الامر منذ البداية.

وفهم ان "حزب الله" سيتولى ترتيب التباين الذي ظهر بين أعضاء نواب سنة 8 آذار اليوم أو غداً، ان لم يكن قد انطلقت جهوده مساء أمس.

وفي هذا السياق، لفتت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن أعضاء "اللقاء التشاوري" أعربوا في اجتماعهم أول من أمس مع "حزب الله" عن عتبهم على الحزب لدفعهم في البداية إلى رفع سقف المطالب ومن ثم عاد وحثّهم على القبول بأن يمثلهم وزير من خارج صفوفهم، حتى وصلوا اليوم إلى مرحلة ينقسمون فيها بين من يؤيد عثمان مجذوب، وبين من يدعم حسن مراد، ابن النائب عبد الرحيم مراد.

وبالتالي تتوقع المصادر عبر "الديار" ان يكون هناك لقاء خامس وحاسم بين باسيل والحريري خلال ساعات لحسم اسم ممثل التشاوري في حين سيلتقي الحريري بري اليوم ورئيس الجمهورية صباح الجمعة قبل اعلان مراسيم الحكومة وولادتها.

توزيع الحقائب
وفي ما يتعلّق بمشكلة توزيع الحقائب، بات من المؤكد أن حقيبة البيئة حسمت لـ"التيار الوطني الحر" والبحث جارٍ عن بديل لحصة رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وأفادت مصادر عين التينة لـ"النهار" ان برّي أبلغ الحريري أنه لن يقبل بحقيبة الإعلام وترك الخيار للرئيس المكلف في اختيار حقيبة أخرى وأكّد أن هذا الأمر لن يكون عقبة أمام تشكيل الحكومة.

وقالت مصادر "اللقاء الديموقراطي" إن مشاركته في الحكومة مرتبطة بحصوله على حقيبتي التربية والصناعة ولا تحل الا بذلك.

وقالت المصادر لـ"اللواء" ان عدم زيارة الرئيس المكلف إلى عين التينة اليوم، يدل على عدم نضوج طبخة تبادل الحقائب، في ضوء موافقة الرئيس برّي على حقيبة بديلة لحقيبة البيئة. 

وذكرت المعلومات انه تمّ حل مسألة تبادل الحقائب، بحيث حسمت حقيبة البيئة لتكتل "لبنان القوي"، على ان يتولاها وزير من حزب "الطاشناق" وليس وزيراً من "التيار الوطني الحر" مقابل منح كتلة "التنمية والتحرير" حقيبة السياحة، وذلك بعد رفض كتلة "اللقاء الديمقراطي" التنازل عن حقيبتي التربية والصناعة، ورفض "القوات اللبنانية" التنازل عن حقيبة الثقافة، لكن معلومات أخرى اشارت إلى ان حقيبة البيئة ستؤول إلى "التيار الحر"، فيما تذهب الإعلام إلى "الطاشناق"، ما دفع مصدراً في "الطاشناق" إلى القول مازحاً: "يبدو انه لم يبق عرب في لبنان ليعطوا الإعلام لارمني"، مضيفاً "بأن أحداً لم يتحدث مع الحزب في موضوع مبادلة السياحة بالاعلام".

وقالت مصادر عين التينة لـ"الأخبار" إن "حركة أمل لا تمانع الحصول على وزارة الثقافة، لكن حتى الآن لم يُطرَح هذا الأمر معنا رسمياً". وفيما تردد أن النائب السابق وليد جنبلاط منزعج من مسار التأليف الحكومي، قالت مصادره إن "أحداً لم يطرح معنا مسألة التخلي عن حقيبة الصناعة، لكننا نؤكّد أننا لسنا في وارد التنازل عن حقيبة الصناعة ولا التربية، وأنه في حال حرماننا إحداها، فليشكّلوا حكومة من دوننا. تنازلنا كثيراً من دون مقابل. فليحلوا مشكلتهم على حساب غيرنا".

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان تبذل في الساعات المقبلة جهود إضافية حثيثة من أجل حسم الملف الحكومي، مشيرة إلى ان الاتصالات التي تستكمل في هذا المجال تهدف إلى الوصول إلى نتيجة إيجابية، ملاحظة ان هذه المرة لا تشبه غيرها لجهة الحسم تشكيلاً أو أي خيار آخر.

أميركا تدخل على الخط
في الموازاة، علمت "الأخبار" أن مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا أعاد، خلال لقاءاته امس، طرح ما سبقه إليه موفدون أميركيون قبله، عن "امتعاض الولايات المتحدة الأميركية من حصول حزب الله على حقائب وازنة في الحكومة، ولا سيّما وزارة الصّحة"، معبّراً عن رغبة الأميركيين في "حرمان حزب الله الظهور بمظهر القوي"، على الرغم من حرب العقوبات التي يشنّها الأميركيون على المقاومة اللبنانية. وقالت مصادر لـ"الأخبار" إن المسؤول الأميركي لم يفصح عن الخطوات التي تنوي الإدارة الأميركية اتخاذها في حال حصول حزب الله على وزارة الصحّة أو وزارات وازنة أخرى، إلّا أنه اكتفى بالقول إن "السلطات الأميركية ستسجّل على لبنان عدم تعاونه في هذا الملف".